الأستاذة أميرة الفاضل رئيس مجلس ادارة جمعية إسناد لدعم المتضررين من الكوارث والحروب في حوار العطاء والخير
حاورها : محجوب ابوالقاسم

إسناد من مبادرة فردية إلى شبكة إنسانية تتجاوز 2000 شريك داخل مصر
أكثر من 12 ألف أسرة سودانية تتلقى الدعم عبر جمعية إسناد وشركائها
إجراء عمليات قلب مفتوح وعلاج للكلى بدعم من شركاء مصريين.
النساء والشباب.. في صدارة برامج التمكين والتدريب نحو مستقبل أفضل
مؤتمر شباب السودان والإعمار.. من مصر إلى الوطن العقول الشابة تكتب فصول النهوض
مدخل :
في زمن تتقاذفه الحروب والكوارث ويبحث فيه الإنسان عن بصيص أمل وسط الركام تنبثق مبادرات نبيلة تعيد تعريف الإنسانية بمعناها الحقيقي، من رحم معاناة ملايين السودانيين الذين أجبرتهم الحرب على الهجرة والنزوح ولدت “إسناد” كمبادرة ثم تحولت إلى جمعية رائدة لدعم المتضررين ترسم بخطى ثابتة ملامح التضامن الفعلي والعمل الميداني الذي لا يعرف المستحيل.
في هذا الحوار الخاص تستضيف “المقرن” الأستاذة أميرة الفاضل رئيس مجلس إدارة جمعية “إسناد” لدعم المتضررين من الكوارث والحروب والتي تحمل في جعبتها الكثير من التفاصيل عن قصة التأسيس وشبكة الشراكات الواسعة والأنشطة النوعية والمبادرات التي لامست وجدان آلاف الأسر السودانية في الداخل والخارج،كما تكشف لنا عن ملامح المؤتمر المرتقب لشباب السودان والإعمار وتشارك رؤيتها حول دور الشباب في إعادة بناء الوطن والتعافي المجتمعي وتضع النقاط على حروف التحديات والطموحات التي تحيط بهذا الجهد الإنساني الاستثنائي فالى مضابط الحوار : –
في البداية نود أن نتعرف منكم على جمعية “إسناد”.. ما هي خلفية تأسيسها، وما رؤيتها في ظل ما يمر به السودان من كوارث وحروب؟
تاسست المنظمة في نهاية مايو 2023م كمبادرة وسميت مبادرة إسناد السودانيون المتاثرين بالحرب واتت استجابة للوضع الإنساني بعد تدفق إعداد كبيرة من المهاجرين السودانيين الى مصر بعد اندلاع الحرب في السودان في منتصف ابريل 2023م بعد تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة وتأسست هذه المبادرة كجهد فردي من شخصي والدكتور كمال حسن على وابتدرناها كمبادرة انسانية اجتماعية استجابة للطؤاري والاوضاع الانسانية، بداية المبادرة كانت كافراد لكن تمكنا بالاتصال بجهات كثيرة لرعاية وتبني المبادرة مثل جامعة الدول العربية وامينها العام السفير أحمد ابو الغيط الذي وافق على رعاية المبادرة والتقينا برئيس الوزراء الأسبق لجمهورية مصر العربية دولة معالي الدكتور عصام شرف الذي وافق على رئاسة اللجنة العليا للمبادرة ، وتم الاتصال بمنظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة الايسسكو ووافقت على ان تكون شريك في هذه المبادرة وضمت المبادرة عدد كبير من المؤسسات المصرية واتحادات تابعة لجامعة الدول العربية وجمعيات مصرية وشركات قطاع خاص وافراد مؤثرين من المجتمع المصري وقطاع خاص سوداني وتعددت الجهات الشريكة وأصبحت جزء من التاسيس وانجاح المبادرة.
ما هي أبرز الأنشطة والمبادرات التي قامت بها الجمعية خلال الفترة الماضية لدعم المتضررين من الحرب والنزوح داخل وخارج السودان؟
انشطة الجميعة بدأت بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمهاجرين السودانيين وتقديم الدعم الصحي والماوى للمتعسرين وتقديم دعومات مالية للمحتاجيين من الاسر السودانية وقامت المبادرة بإحصاء الاسر السودانية وتم بطريقة علمية عن طريق استبيان شامل شاركت فيه عدد من المنظمات والجمعيات المصرية السودانية القاعدية والهلال الاحمر المصري وقمنا بحصر اشرفت عليه لجنة الاحصاء والمعلومات بالمبادرة، ونقدم خدماتنا ل12 الف اسرة سودانية في مصر ، والشريك الرئيسي في تقديم الغذاء للمتاثرين هو بنك الطعام المصري ويستحق منا الاشادة والتقدير وهو اكبر مؤسسة خيرية مصرية تقدم سلة غذاء شهرية للاسر السودانية عبر المبادرة وجمعية إسناد وعدد اخر من الجمعيات المصرية السودانية ، ايضا سعينا لشراكات في مجال الصحة وقدم لنا اتحاد المنتجين العرب دعم كبير عبر الشركة الاوربية المصرية استفادت الاسر السودانية من هذا الدعم كاجراء عدد من العمليات في القلب المفتوح والعيون وعمليات متنوعة اشرفت عليها لجنة الصحة بمبادرة إسناد ، وقدمت المبادرة في بدايتها لزارعي الكلى دعم بتوفير الأدوية الشهرية وذلك لمدة 6 اشهر وقدمت الدعم لمرضى الكلى بالشراكة مع الجمعية الشرعية ومراكز غسيل الكلى بتخفيض 50% من قيمة تكلفة الغسيل، قمنا ايضا بشراء ادوية واحتياجات طبية وكراسي متحركة للمعاقين وقدمنا دعم للحالات الخاصة وهناك ايضا عدد من الانشطة والمبادرات التي قامت بها المبادرة وكل ذلك من ضمن الخطة العامة المجازة في 12 مجال وفي كل مجال توجد لجنة تشرف على تنفيذ الخطة، وقامت المبادرة بالاهتمام بالتدريب وقمنا بتدريب الشباب في مجالات متعددة وتجاوز العدد الكلي للمتدربين اكثر من 1000 شاب وشابة وقمنا بتدريب المراة في مجال التمكين الاقتصادي للمراة في الصناعات التحويلية والغذائية واستفاد عدد كبير من النساء السودانيات من هذا التدريب.
هل لديكم شراكات محلية أو إقليمية تعتمد عليها الجمعية في تنفيذ مشاريعها الإنسانية والتنموية؟
سعينا لشراكات مع وكالات الامم المتحدة في مصر مع منظمة الهجرة الدولية IM وبرنامج الغذاء العالمي WFB مع منظمة اليونسيف واسسنا معها مقترحات لمشروعات حتى الان لم ترى النور وهناك وعود جيدة لهذه الشراكات، ولدينا شراكات محلية كبيرة داخل مصر كل المؤسسات الخيرية سعينا ان نكون شركاء معها ومنها مصر الخير وصناع الحياة كمؤسسات خيرية والهلال الاحمر المصري وبدينا شراكات مع مؤسسة المراة المصرية الافريقية للتنمية والخدمات وهناك شراكة مع جمعية مشكاة نور وجمعية شباب طلائع مصر والجمعية الشرعية وجمعية الكشافة ، وفي اعدادنا لتقرير الاداء لعامين منذ تاسيس إسناد وجدنا عدد الشركاء تجاوز 2000 شريك من داخل مصر لكن يظل الشريك الأكبر كما ذكرت سابقا هو بنك الطعام المصري ولديه بنك الشفاء كمؤسسة تابعة له وبنك الغذاء وكلها لدينا معها شراكات وفرنا من خلالها البطاطين في فصل الشتاء للعاميين الماضيين بالالاف البطاطنيين للمحتاجين وبنك الشفاء عبره قدمنا تخفيضات لإجراء العمليات الجراحية لان بند الصحة من البنود التي ترهق الاسر السودانية ، تعاونا ايضا مع الملحقيات المتخصصة في سفارة السودان بمصر كالمستشارية الطبية والمستشارية الثقافية ومن خلالهم قدمنا بعض المساهمات في حل المشاكل الصحية والتعليمية لبعض الاسر السودانية وحاولنا ايضا مع المراكز المجتمعية التي تدرس المنهج السوداني مساهمة في دعمها من خلال شراكات مع منظمة انقاذ الطفولة مكتب جمهورية مصر العربية بتوفير المعينات والاجلاس للطلاب في عدد من هذه المراكز ، وقمنا ايضا بتدريب 200 معلم ومعلمة في المرحلة الأولى بالشراكة مع جمعية حواء المستقبل والاتحاد التربوي ولدينا اهتمام كبير بتدريب المعلمين والشباب.
تستعدون حاليا لتنظيم مؤتمر شباب السودان والإعمار ما هي الفكرة التي انطلقت منها هذه المبادرة، وما أهدافها الاستراتيجية؟
اولينا في المبادرة اهتمام كبير بقضية الشباب وحاولنا الاحاطة بقدر الامكان بفئات مختلفة منهم خرجين وعلى اعتاب التخرج وطلاب مازالوا في الجامعات لأن نسبتهم كبيرة وسط المهاجرين السودانيين ، وعملنا في مسالة التوعية للشباب وتدريبهم وفي ظل الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش في السودان واصبح الوضع متاح للعودة والعمل على إعادة الإعمار بدانا في التفكير بصورة علمية نطرح بها أفكار ونتيح للشباب تقديم افكارهم وابداعاتهم في كيفية امكانية إعادة بناء السودان لكي يصبح أفضل مما كان واتت فكرة مؤتمر شباب السودان بالخارج واطلقنا النسخة الأولى للشباب المهاجر في مصر لكن المؤتمر الأكبر سيكون داخل السودان لاتاحة مساحة اكبر لاشراك الشباب بالداخل الذين ساهموا في تحقيق الانتصارات والأمن والاستقرار حاليا في السودان وسيكون لهم دور كبير من خلال المؤتمر القادم ومن خلال هذا المؤتمر تواصلنا مع جهات عديدة تمثل الشباب الموجودين في مصر ولدينا في إسناد عدد كبير من الشباب المتطوعين واستفدنا من شبكات التواصل الاجتماعي ومن المساحات الموجودة من خلال لجنة الإعلام في إسناد للوصول لاعداد مقدرة من هؤلاء الشباب، تم تكوين لجنة برئاسة دكتورة ليميا عبدالغفار للاعداد المؤتمر وهي رئيسة لجنة التدريب وخلق فرص العمل وتمكنا من التواصل مع عدد من الخبرات الشابة لكتابة الاوراق ، ولجنة المؤتمر كلها من الشباب واشرفوا على الاعداد وتواصلوا مع الخبراء الشباب الذين اعدوا الاوراق وهم مشاركين بفعالية لإنجاح المؤتمر والمؤتمر تحت رعاية رئيس الوزراء المصري الأسبق دكتور عصام شرف رئيس اللجنة العليا لمبادرة اسناد السودانيين المتاثرين بالحرب وقدمنا الدعوة لسفارة جمهورية السودان بمصر للمشاركة وقدمنا الدعوة لعدد من الجهات التابعة لجامعة الدول العربية.
ما هي الفئات المستهدفة بالمؤتمر وكيف تم اختيار المشاركين؟ وهل هناك مشاركة لشباب من داخل السودان وخارجه؟
المشاركين في المؤتمر هم الشباب المهاجر المتواجد داخل مصر وستكون هناك فرصة للمشاركة الاسفيرية وسنقوم بتهئية هذا الأمر حتى نتيح الفرصة لشباب خارج مصر للمشاركة ونتوقع ان تكون هنالك نسخ اخرى من المؤتمر في عدد من الدول الموجود بها شباب مهاجر
ماهي أبرز المحاور التي سيتناولها المؤتمر وهل سيتم الخروج منه بتوصيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع؟
محاور المؤتمر حول التعرف على التجارب الناجحة للشباب المهاجر الذي حاول ان يقدم تجارب ناجحة تقلبوا على كل الظروف المحيطة ووجودهم في بلد جديدة في بئية عمل جديدة كيف استطاعوا ان يقدموا تجارب ناجحة والتعرف على التجارب الناجحة احدى محاور المؤتمر وايضا الاستماع الى رؤية الشباب وافكارهم في كيفية اعمار السودان لمابعد الحرب ستقدم اوراق في هذا المحور من الشباب انفسهم ، وسيحاول المؤتمر التعرف على التأثير المجتمعي للاعلام وللمؤثرين الموجودين في مجالات التواصل الاجتماعي المختلفة والبحث عن ادوار الشباب في رفع الحس الوطني وادوارهم للوصول لافكار وابداعات الشباب والتواصل الفعال مع الشباب بالاضافة الى محاور اخرى تتحدث عن كيفية العودة الى السودان لأن التشجيع على العودة التطوعية من اهداف الجمعية ووجود المواطن والكادر البشري السوداني داخل السودان هو شرط أساسي لاعادة الإعمار والتنمية في السودان.
كيف تري دور الشباب السوداني في إعادة الإعمار والتعافي المجتمعي؟ وهل لديكم برامج محددة لتمكينهم وتحفيزهم؟
للشباب دور كبير في إعادة الإعمار لانهم السواعد التي ستبني والتي ستزرع وهم سيشاركوا في الصناعة وإعمار للبنيات التحتية والشباب هم العقل المفكر والمبدع ولديهم دور كبير في إعادة الإعمار ، وايضا مسالة التعافي المجتمعية هي قضية كبيرة جدا ولعل من اسوأ افرازات الحرب الشرخ الاجتماعي الذي حدث مابين المكونات المجتمعية ومابين القبائل وهذه ستحتاج الى جهد كبير لرتق النسيج الإجتماعي، للشباب دور في فهم طبيعة التكوين الثقافي والاجتماعي في السودان ، وللشباب دور في محاربة خطاب الكراهية والعنصرية وللشباب دور في ترسيخ القيم المشتركة ولذلك سنكون في اسناد من الجمعيات والجهات التي تشارك في هذا الأمر وحاليا في ظل وجودنا في مصر ومن خلال منظمة العمل الإنساني والتنمية المستدامة التي اسسناها داخل السودان بنفس اهداف جمعية إسناد مع الاهتمام الأكبر الذي سنوليه للتعافي المجتمعي.
ما هي التحديات التي تواجه الجمعية سواء على صعيد التمويل أو الوصول إلى المتضررين أو التنسيق مع الجهات الرسمية؟
تعاني الجمعية من تحدي الميزانيات وهذا تحدي كبير ونحمد لكل الداعمين من الايسسكوا واتحاد المنتجين العرب والقطاع الخاص المصري والسوداني وكل الجهات التي دعمت وسندت عينيا وماديا كل انشطة مبادرة وجمعية إسناد اتقدم لهم بالشكر لهذه الدعومات السخية ، ولكن تطاول زمن الحرب لاكثر من عاميين واستمرار الاحتياج لمزيد من الميزانيات جعل هناك تحدي كبير يواجهنا في مسالة التمويل بالاخص التمويل للبرامج الإنسانية ودعم محور الصحة وحتى التمويل للتدريب ولكن لدينا العزيمة على عدم اليأس ، وباستمرار نبحث عن ممولين وشراكات محلية واقليمية ودولية مع وكالات الامم المتحدة لحل تحدي التمويل ، وايضا نحاول من خلال الاستمرار في الشراكات القديمة مع سيدات ورجال الأعمال من مصر والسودان.
ماالرسالة التي تودين توجيهها من خلال المؤتمر والمبادرات المصاحبة له إلى الداخل السوداني والمجتمع الدولي؟
الرسالة الرئيسية في هذا المؤتمر لابد من افساح المجال للشباب السوداني حتي يعبر عن نفسه وطموحاته وافكاره لمستقبل السودان لذلك لابد من إعطائه فرصة والاستماع لهؤلاء الشباب ، لأن الشباب في حالة حراك ولديهم أحلام وطموحات حول مستقبل السودان لذلك لابد ان نساعدهم في تحقيق هذه الطموحات والامال ، ولابد ان نعطيعهم الفرصة من خلال التدريب والتاهيل المستمر من خلال البحث عن فرص لتمويلات داخلية وتمويلات خارجية لمشاريع الشباب والاهتمام بمشاريع ريادة الاعمال وتأسيس حاضنات رواد الاعمال في المجالات الكبيرة في السودان كالزراعة والصناعة والخدمات وكل المجالات التي نحتاجها لافساح المجال للشباب ، ونحتاج القطاع العام ان يقود الأمر من خلال سياسات واستراتيجيات واضحة توجه للشباب ونحتاج للقطاع الخاص الداخلي والخارجي ان يلعب دوره في هذا الأمر.
المصدر : صحيفة المقرن