جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم او تكشف عنه كربة … الي آخر الحديث .
لكنا نجد هؤلاء كالظواهر لا يطلُّون الا نادراً ينفقون كالناشرات سخاءً تحملُ سحبَ الخيرِ والرحماتِ تبعثُ الحياةَ في الارضِ بعد ممات وطول ثبات.
و في سماء المناقل يطل (الشيخ عبدالمنعم موسي ابوضريرة) من هذه الظواهر نجماً ساطعاً وفارساً همام يتصدى للإمور الجسام ، واليوم لمحاصرة الأوبئة وفي لحظات العسر هذه تكفل بكل تكاليف حملات اصحاح البيئة التي تنتظم أسواق المناقل و73 حي سكني ولمدة 10 ايام تطهيراً للبيئة حتى لا تكون حاضنةً خصبةً للنواقل ،
وفي الشق العلاجي فقد اثمرت زيارته لمدير شرطة السودان ببورتسودان عن توفير طائرة لنقل الأدوية والمحاليل الوريدية والمستهلكات الطبية والمعقمات ،حلاً اسعافياً لمشكلة الندرة التي كانت هاجس الطبيب والمريض ، وليس غريباً على شيخ ابو ضريرة فقد كانت له مواقف يوم ان دعا اكبر شركة للمعدات الطبية بالخرطوم في داره وبحضور وزارة الصحة بالولاية والشؤون الصحية بالمناقل متصدياُ للكورونا آنذاك حيث قدم لها شيكاً مفتوحاً مقابل توفر كل احتياجات غرف عزل الكورونا والزي الواقي للكوادر والمعقمات ومعقمات الطرق والأسواق.
وفي الذاكرة إلتزامه مناصفةً مع الشيخ محمد جموعة بفاتورة صيانة الاسفلت مدني المناقل بل وبدأ العمل ولم يتوقف الا بنشوب تمرد مليشيا الدعم السريع.
ويوم ان عصفت السيول بالمناقل كان للرجل تجليات في تخفيف الصدمة بدعم معسكرات السكن البديل بعشرة الف قطعةمن رغيف الخبز يومياً ، ثم لينتقل بعدها لإعادة إعمار الدمار الذي لحق بالديار ،
وتسليم بعض الأسر مباني جاهزة للسكن ، فضلاٌ عن فتح مصراعي داره لوفود الاغاثة من المنظمات والسفراء والوزراء … الخ في حاتمية لم يجف معها الدم طوال اليوم من على حافة السكين ولم يمل الإستقبال و الوداع ربما على مدار اليوم ، ولم يسترح النادل ، وخراف الاضحاحي ومستلزماتها لكل داخليات الجامعة ودعم افطارات رمضان
وهذا قليل من كثير والشاهد على العصر يرى كيف يتحرك الرجل في رئاسة لجنة إعادة الاعمار والاسناد ، وينفق في سخاء الغمام ، دعما للامن والاستقرار ، والارتكازات والإيواءات والمتحركات ، والتكايا وهي مهد ابائه اهل الصفاء الصوفي والنقاء الروحي ، حقاً لايرفع قدر الرجال الا المواقف ولا يعرف قدر الرجال الا الرجال ،
وعلى قول الامام الشافعي رحمه الله (فالشئ يرجع بالمذاق لأصله) واصل الشيخ ينحدر من نسل العارف بالله الشيخ ود بقوي .. وهذا قليلٌ من عطاءٍ دفَّاق .. ويفكي هؤلاء ما جاء في الأثر : ان اهل الفضل في الدنيا هم أهل الفضل في الآخرة .
حفظ الله الشيخ أبو ضريرة والشيخ محمد جموعة وعقد خيري المناقل النظيم فهم لايبالون بالمحن والفتن كالعود يزيده الإحراق طيباً ، وكالذهب يزداد ألقاً وبريقاً ولمعان إذا ما أحرقه الفتَّان …