وسط تحديات إنسانية غير مسبوقة يعيشها السودان ، جسدت المملكة العربية السعودية التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني ، التزام تجسد في مبادرة طرجت خلال لقاء استثنائي جمع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان ، شيلدون يت ، ممثل منظمة اليونيسيف بالسودان، في مقر السفارة بمدينة بورتسودان ، تناولت محاور أساسية لتعزيز الشراكة بين السعودية و اليونيسيف ، مع تركيز خاص على تحسين حياة الأطفال ، إحدى أكثر الفئات تضرراً جراء الأوضاع الراهنة.
و أكد السفير السعودي أن المملكة، عبر ذراعها الإنسانية الرائدة “مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية ” ، ملتزمة بدعم الجهود الدولية ، مشيراً إلى طرح مبادرة نوعية لتنسيق الجهود مع اليونيسيف وفق احتياجات إنسانية شاملة يتم تحديدها بناءً على تقييم دقيق للوضع الميداني .
وقال السفير السعودي بالسودان علي بن حسن جعفر : “المملكة لا ترى في العمل الإنساني مجرد واجب دولي ، بل جزءاً أصيلاً من دورها القيادي في المنطقة و العالم ، شراكتنا مع اليونيسيف دليل حي على التزامنا بمساعدة الأطفال ، الذين يمثلون أمل المستقبل”.
في المقابل ، أثنى السيد شيلدون يت على الجهود السعودية الملموسة ، مشيداً بالدور المحوري الذي يلعبه مركز الملك سلمان للإغاثة في تقديم المساعدة للشرائح الأكثر ضعفاً في السودان .
و أضاف ممثل اليونيسيف : “المملكة شريك استراتيجي لا غنى عنه في الميدان الإنساني ، ومبادراتها تلهمنا وتعزز قدرتنا على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين ، خاصة الأطفال الذين يواجهون ظروفاً بالغة الصعوبة”.
وتزامناً مع استمرار الصراع الذي ألقى بظلاله على ملايين السودانيين، أثبتت السعودية مرة أخرى قدرتها على الجمع بين الاستجابة السريعة والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى .
و بحسب مصادر مطلعة ، فإن المبادرة التي طرحها السفير السعودي خلال اللقاء ستُركز على تعزيز البنية التحتية للخدمات الأساسية ، بما في ذلك الصحة و التعليم و الرعاية النفسية للأطفال ، وهي تأتي تعزيزا لدعم المملكة للسودان حتى باتت وفقا لتصريح لوزير الصحة السوداني د هيثم محمد في مقدمة دول العالم التي دعمت القطاع الصحي وفاق دعمها ال 60 % من جملة الدعم العالمي لقطاع الصحة في السودان .
في ختام اللقاء ، اتفق الطرفان على صياغة خطة عمل مشتركة تعكس الاحتياجات العاجلة للسودانيين ، مع التركيز على الأطفال باعتبارهم النواة الحقيقية لأي عملية تنموية مستقبلية .
وتؤكد هذه الخطوة التي أتت بعد أيام قليلة لتدشين مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية المرحلة الثالثة للامن الغذائي في السودان ، التزام المملكة بتقديم دعم يتجاوز حدود الإغاثة الطارئة ليصبح جزءاً من استراتيجيات شاملة تهدف إلى بناء مستقبل أكثر استقراراً للسودان ، حيث ساهم هذا النهج وباعتراف من مسؤولين في وزارة الصحة السودانية في تاهيل العديد من المستشفيات بغرف العناية المكثفة والمختبرات حتى باتت في وضع افضل من ماكانت عليه قبل الحرب .
تظل المملكة العربية السعودية ، من خلال نهجها الإنساني المتفرد ، منارة أمل و شريكاً موثوقاً في السعي نحو التخفيف من معاناة الشعوب المتضررة ، مقدمة نموذجاً عالمياً للتضامن الإنساني .