افتخر انا ابن منطقة حوض الرهد التي تضم محليات الفاو والمفازة والحواتة تلك المحليات التي خرج اهلها من اجل استقبال النازحين من ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار وكردفان بكل رحابة صدر وفرح ومحبة وسرور . وهذا أمر غير مستغرب علي اهل السودان في كل الولايات شيمة كل اهل السودان اكرام الضيف واهل هذه المحليات استضافوا هؤلاء الضيوف بكل حب .
المحليات الثلاثة اكتظت بالنازحين الذين يحتاجون الي المساعدة العاجلة والمجتمع المضيف ايضا يحتاج لأنهم قرابة العامين بلا عمل بسبب الحرب و المجهود الحربي والمقاتلين في معركة الكرامة ايضا يحتاجون الي الدعم وهم أحق بالدعم .
في ظل هذه الظروف الاقتصادية الطاحنة والحوجة الكبيرة للغذاء والدواء وكل مؤسسات الدولة معطلة ومنهوبة والدولة لها جند واحد تحرير الوطن من دنس التمرد فيما يخص الرزق الله تكفل برزق الجميع من لحظة الميلاد الي اخر يوم في العمر .
المحليات الثلاثة اكثر محليات السودان شهدت توافد أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين من دولة إثيوبيا اليها لان قريبة جدا من مناطق النزوح.
مما شكل ضغطا كبيرا علي مؤسسات تلك المحليات متواضعة الامكانيات وبعيدة علي عاصمة الولاية القضارف مع وعورة الطريق.
لكن في كل ضيق وكل إبتلاء وكارثة ومحنة يعجل الله فرجا و مخرجا عبر ديوان الزكاة في كل ولاية ومحلية كان هو الملاذ الآمن للمحتاجين.
ديوان الزكاة بمحلية الفاو تجلي في العطاء للنازحين منذ أن بدأت الحرب كان ديوان الزكاة بالفاو حاضرا وسط النازحين والفقراء والمساكين من اهل محلية الفاو وكان داعما للعلاج . لذلك لابد ان نشكر العاملين بالديوان برئاسة الاستاذ عباس الرضي واخوته كنا شهود علي حجم الضغط النفسي علي العاملين بديوان الزكاة بالفاو فالكل محتاج والكل يريد مرار وتكررا والحوجة كبيرة ولكن مهما قدم ديوان الزكاة تجد عدم الرضا من البعض وهذا الأمر ورد في القرآن الكريم ولابد ان نشيد بدعم المجهود الحربي والمقاتلين من ديوان الزكاة و(الفاو )هي مثل الدروع في الثبات والصمود وكانت الحصن المنيع للشرق في وجه المليشيا المتمردة .
ديوان الزكاة بمحلية المفازة كان داعما للنازحين بمحلية المفازة بلا توقف بقيادة محمد يوسف شاور ورفقاء دربه قدموا برامج زكوية كان لها عظيم الاثر علي المستحقين بنص الكتاب لمواطني المفازة والنازحين ودعم المجهود الحربي من بوابة خزان ابورخم الي ان تحررت الدندر وسنجة ومازال يدعم مستمر .
ديوان الزكاة بمحلية الرهد (الحواتة ) برئاسة أحمد محمد صالح السلطان وكل العاملين . قدموا اشكالا من الدعم للنازحين والتكايا وتدخلوا من اجل مكافحة الكوليرا وكان ديوان الزكاة امان للفقراء والمساكين والمحتاجين والمرضي والنازحين من الجوع والمرض قدم الديوان مشاريع رائدة ودعم الديوان المجهود الحربي في بوابة الحواتة التي كانت تهدد ولايات الشرق الثلاث( بوابة الحواتة الدندر)
ظل الديوان بالحواتة يدعم الي ان تحررت الدندر وسنجة.
هكذا ظل ديوان الزكاة يقدم عطاءا بلا توقف طلية زمن الحرب بالرغم من النهب الذي تعرضت له مخازن ديوان الزكاة ومقراته ومكاتبة في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار وكردفان ودارفور ولكن مع ذلك يقدم عطاءا اكثر .
عندما نشاهد برامج الزكاة في محليات الفاو والمفازة والحواتة نتسأل من أين لديوان الزكاة بهذا الأموال .
الجواب هي بركات الله ولطفه علي عباده . هو رزق الله لهؤلاء النازحين والفقراء والمساكين والمرضي سخر الله لهم دافعي الزكاة وبارك الله في أموال دافعي الزكاة التي أنقذت آلاف الأنفس من الموت .
هكذا ديوان الزكاة كان مصدر امان من الجوع والمرض