أزمة السودان برهنت بمالا يدع مجالا للشك ان النظام المالي الراهن يحتاج الى إصلاح جذري بما يحقق العدالة والتوازن والتمثيل العادل للدول النامية فى مراكز صنع القرار والسودان لايطلب تعاطفاً أو مساعدات مؤقته، بل لابد من دعم مستدام قائم على إنصاف حقيقي ونظام دولي عادل يمكن السودان من النهوض والوفاء بإلتزامانه التنموية، ،، ويعد مؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية منصة حيوية لتحقيق التضامن العالمي والتعاون الدولي فى مجال تمويل التنمية المستدامة وهو والموضوع الذي يهم فى المقام الأول شعوب الجنوب العالمي ونحن نواجة واحدة من اصعب التحديات فى تاريخ بلادنا المعاصر والسودان قد خطى خطوات مهمة فى مسيرته نحو الاستقرار المدني وذلك عبر تعين رئيساً مدنياً لمجلس الوزراء ، يعكس هذا التعين إرادة السودان الثابتة فى إستكمال مؤسسات الدولة وتعزيز الإنتقال المدني الديمقراطي تمهيداً لبناء مستقبل افضل لشعبنا، ينعقد مؤتمرنا هذا فى ظل تحديات عالمية جسيمة بدءاً من النزاعات المسلحة المستمرة وأزمات المناخ الحادة التى تهدد الأمن الغذائي والمائي الى إضطرابات الأسواق المالية وتنامي أعباء الديون التي تثقل كاهل العديد من دول الجنوب وتباطؤ ملحوظ فى تحقيق اهداف التنمية المستدامةبحلول 2030 ،فى هذا الإطار الصعب ،يمر السودان بظرف إستثنائي ،إذ من تداعيات حرب عدوانية مدمرة إندلعت فى ابريل 2023، إثر تمرد مليشيا خارجة عن القانون وعلى مؤسسات الدولة مما ادي الى تدمير واسع للبنية التحية الأساسية وازمة إنسانية حادة،رغم هذة المحن الجسيمة ،فإن شعب السودان لايزال متمسكاً بالأمل ،وراغباً فى الإنخراط البناء مع المجتمع الدولي لإعادة بناء وطنه المنكوب وتحقيق تطلعات التنمية والسلام وهزيمة كل مخططات التآمر والإستهداف نحن بحاجة الى نظام مالي دولي أكثر عدلاً وشمولاً يعكس تطلعات ومصالح الدول النامية، ويمنحها صوتاً فاعلاً فى رسم السياسات الدولية وإصلاح المؤسسات المالية العالمية لجعلها اكثر مرونه وقدرة على الإستجابه السريعة للأزمات ،ومتطلبات التنمية المستدامة والتنمية لاتزهر الا فى ظل سلام والإستقرار وشعب السودان رغم جراحة العميقة ،يتطلع الى بناء شراكات دولية جديدة قائمة على الاحترام المتبادل ،واحترام السيادة الوطنية والمصلحة المشتركه ،،،وأن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات لإصلاح النظام المالي الدولي ،تمكن شعوب الجنوب من النهوض والإزدهار.
