“بمناسبة اليوم العالمي: ماذا تعرف عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟4/1”
قطوف: د. خالد لورد – بريطانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وثيقة بارزة في تاريخ حقوق الإنسان. وقد شارك في صياغة الإعلان ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، واعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في باريس في 10/ديسمبر/ 1948م، كمعيار مشترك للإنجازات لكافة الشعوب والأمم. ويحدد، لأول مرة، حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا. منذ اعتماده في عام 1948م، ترجم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى أكثر من 500 لغة، مما يجعلها الوثيقة الأكثر ترجمة في العالم.
تعتبر حقوق الإنسان حقوق متأصلة في جميع البشر، مهما كانت جنسيتهم، أو مكان إقامتهم، ذكر أو أنثى، أو إثنيهم أو عرقهم، أو لونهم، أو دينهم، أو لغتهم، أو أي وضع آخر. فنحن كبشر يجب أن نتمتع جميعا بالحق في الحصول على حقوقنا الإنسانية على قدم المساواة وبدون أي تمييز. كما إن جميع حقوق الإنسان تعتبر مترابطة ومتآزرة وغير قابلة للتجزئة.
مفهوم حقوق الإنسان
هناك العديد من المصطلحات الخاصة بحقوق الإنسان، منها حقوق الإنسان، والحقوق الإنسانية، والحقوق الطبيعية والحقوق الفطرية أو الحقوق الأصلية، وغيره. ويختلف مفهوم حقوق الإنسان من مجتمع إلى آخر وذلك حسب ثقافة كل مجتمع وتصوره لهذا المفهوم. وليس هناك تعريف محدد لحقوق الإنسان وذلك يعود لعدة أسباب منها تعقيد مفهوم حقوق الإنسان وكذلك إلى الخلط بين فكرة حماية الحقوق وآليات حمايتها.
كغيره من مصطلحات العلوم الإنسانية ليس هناك تعريف جامع متفق عليه بين أهل الاختصاص لمصطلح حقوق الإنسان، وقد يعود ذلك إلى أن العلوم الإنسانية في عملية تطور مستمر اطرادا مع الظروف المحيطة بالإنسان محليا وإقليميا ودوليا على جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيره. وبالتالي يمكن القول بأن حقوق الإنسان تشمل بالتالي جميع الحقوق التي لا يستطيع الإنسان بدونها أن يحيا حياة كريمة.
أنواع حقوق الإنسان
يمكن تقسيم حقوق الإنسان وفقا لمعيار مضمونها إلى ثلاث أنواع رئيسة، هي:
أولا: حقوق الجيل الأول المعنى بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تطورت في القرن السابع عشر والثامن عشر.
ثانيا: حقوق الجيل الثاني وهو يشمل مجموعة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي طورت في القرن التاسع عشر.
ثالثا: الجيل الثالث من الحقوق وهي التي تشير إلى “حقوق التضامن”، مثل الحق في التنمية، والسلام، والبيئة النظيفة، والحق في تقرير المصير. وتعتبر حقوق الجيل الرابع بمثابة حقوق الشعوب الأصلية.
مصادر حقوق الإنسان
قد يتساءل القارئ الكريم هنا عن مصادر حقوق الإنسان التي صارت الدول ملزمة باحترامها وحمايتها. وهنا يمكن القول، بصفة عامة، أن هناك ثلاثة مصادر رئيسة لحقوق الإنسان، المصدر الأول هو مصدر عالمي أو إقليمي. وهو يشمل المصادر العالمية لحقوق الإنسان، وجميع المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الإقليمية التي تضمنت حقوق الإنسان مثل المواثيق عالمية المنشأ والتطبيق والتي تنقسم بدورها إلى مواثيق عامة تكفل كل أو معظم حقوق الإنسان مثل ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان، ومواثيق خاصة تعنى بحقوق إنسان معين مثل منع الرق، منع العذيب، واتفاقيات الحقوق الإنسانية أثناء النزاعات المسلحة، وغيره.
الشرعة الدولية لحقوق الإنسان
يرد كثيرا مصطلح الشرعة الدولية لحقوق الإنسان ويقصد به المصطلح الذي أطلقته لجنة حقوق الإنسان في دورتها الثانية المنعقدة في جنيف في الفترة بين 3-7/12/1947م، على مجموعة الصكوك التي كان يجري إعدادها آنذآك، والتي كانت تشمل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. حيث تكون هذه الوثائق معا ما يسمى بالميثاق الدولي لحقوق الإنسان، وهي تعد الأساس الذي اشتقت منه مختلف الوثائق القانونية الدولية الأخرى الصادرة عن الأمم المتحدة، ولها صفة الإلزامية للدول الأعضاء.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادئه بتاريخ 10/12/1948م باكورة أعمال أجهزة الأمم المتحدة المختصة في هذا المجال. بعدها عكفت الأمم المتحدة إلى تحويل مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى أحكام معاهدات دولية، تفرض التزامات على الدول الأعضاء.
يتضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ثلاثين مادة، اشتملت على الحقوق المدنية والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومما دفع باتجاه صدور الإعلان على هذا النحو أن مؤتمر سان فرانسيسكو كان قد أعلن رفضه تضمين قائمة حقوق الإنسان في ميثاق الأمم المتحدة. ثم تم تطوير الحقوق والحريات المتضمنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في شكل نصوص وأحكام قانونية محددة في اتفاقيات دولية للحقوق المدنية والسياية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي تم اعتمادها من قبل الجمعية العامة في 16/12/1966م ليدخلا حيز التنفيذ في عام 1976م. من بين أهم ما يميز الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أنه كرس هدفين هما وحدة الجنس البشري بغض النظر عن تنوع الأجناس والأعراق، وكذلك عالمية القيم الإنسانية بغض النظر عن نسبية القيم الخاصة بالثقافات المتعددة.
الإعلانات والأعمال والوثائق الأممية ذات الصلة
تبنت الأمم المتحدة العديد من الإعلانات الوثائق والأعمال ذات الصلة بقضايا حقوق الإنسان، والتي من بين أهمها:
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948م)،
إعلان حقوق الطفل (1959م)،
إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة (1960م)،
الإعلان الخاص بحقوق المتخلفين عقليا (1971م)،
الإعلان الخاص بحقوق الإنسان للأفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشوا فيه (1985م)،
إعلان الحق في التنمية (1986م)،
الإعلان الخاص بحقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات أو إثنية دينية أو لغوية (1992م)،
الإعلان الخاص بحماية الأشخاص ضد الاختفاء القسري (1992م)،
الاتفاقية الدولية الخاصة بشأن القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (1965م)،
العهدان الدوليان للحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966م)،
اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (1979م)،
اتفاقية حقوق الطفل (1989م)،
الاتفاقية الدولية الخاصة بحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم (1990م)،
وغيرها الكثير من الإعلانات والاتفاقيات والقرارات ذات الصلة.