تقارير إخبارية
أخر الأخبار

تتعرض لهجمات متكررة من قبل الميليشيا المتمردة،،القـوافـل الإنسانية،، غياب الإدانة الدولية

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

 

مطالبات بتقديم تقارير رسمية لمجلس الأمن واتخاذ إجراءات رادعة..

الميليشيا تعيق مرور الشاحنات، وتضايق العاملين، وتزيد معاناة المواطنين..

الحكومة: الصمت الدولي يشجع الميليشيا لتتمادى في استهداف القوافل الإغاثية.

 

 

مقدمة

تتعرض القوافل الإنسانية التابعة لمنظمات الأمم المتحدة لهجمات متكررة من قبل ميليشيا الدعم السريع بإقليم دارفور، في ظاهرة آخذة في التصاعد وتحمل مؤشرات خطيرة على تعمّد الميليشيا استهداف مسارات الإغاثة ومنع وصول المساعدات إلى مئات الآلاف من المحتاجين، ويتزامن هذا التصعيد مع صمت لافت للمنظمات الأممية العاملة في الحقل الإنساني، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة داخل السودان، وسط مطالبات بتقديم تقارير رسمية لمجلس الأمن واتخاذ إجراءات رادعة.

استهداف ومضايقات:

وتشهد عدة محاور في ولايات دارفور أوضاعاً أمنية متدهورة نتيجة الاستهداف الممنهج الذي تنفذه ميليشيا الدعم السريع ضد القوافل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وبحسب مصادر ميدانية، فإن الميليشيا ما زالت تعيق مرور الشاحنات التي تحمل الغذاء والدواء، وتمارس تضيقاً على العاملين في الحقل الإنساني، يأتي ذلك في وقت تتسع فيه رقعة الجوع والمرض، وتتخذ فيه الهجمات نمطاً ثابتاً يتكرر في مناطق متفرقة تخضع لسيطرة ميليشيا الدعم السريع المتمردة، ما أدى إلى تعثر وصول الإمدادات الإنسانية وإجبار بعض الوكالات الدولية على إيقاف أو تقليص عملياتها.

هجوم على قافلة أممية:

وهاجمت ميليشيا الدعم السريع يوم الجمعة الماضي قافلة لبرنامج الأغذية العالمي بالقرب من حمرة الشيخ بولاية شمال دارفور، ودان برنامج الغذاء بشدة الهجوم الجديد الذي استهدف إحدى الشاحنات ضمن قافلة إنسانية مكونة من 39 شاحنة تحمل مساعدات غذائية أساسية، وأوضح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن هذه المساعدات كانت مخصصة لدعم الأسر المتأثرة بالنزاع في شمال دارفور، مؤكداً أن مثل هذه الهجمات تهدد العمليات الإنسانية وتعرّض أرواح العاملين في المجال الإنساني للخطر، وطالب البرنامج بالسماح بوصول إنساني آمن وغير مقيد إلى الأسر الأشد احتياجاً في المناطق المتضررة من النزاع في السودان.

 

ليست الحادثة الأولى:

 

ولم يكن حادث منطقة حمرة الشيخ الأول من نوعه، فقد تعرضت قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في أغسطس الماضي إلى هجوم شنته ميليشيا الدعم السريع بطائرة مُسيَّرة على القافلة المكونة من 16شاحنة، وذلك بالقرب من مدينة مليط بولاية شمال دارفور، وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه الشديد جراء هذا الهجوم الذي أدى إلى تدمير ثلاث شاحنات اشتعلت فيها النيران تماماً ولمن لم يُصب أحد من أفراد القافلة المكونة من 16 شاحنة، وأبان مكتب (أوتشا) أن القافلة كانت تحمل مساعدات غذائية منقذة للحياة للأسر المحتاجة، ودان لوكا ريندا، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في السودان، الهجوم بأشد العبارات، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في الحادث ومحاسبة الأطراف التي تثبت مسؤوليتها، وفي يونيو الماضي تعرَّضت قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف إلى هجوم من قبل ميليشيا الدعم السريع في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور، وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قد جدد على ضرورة وجوب احترام القانون الدولي الإنساني وضمان سلامة وحماية العاملين في المجال الإنساني والإمدادات، معتبراً هذا الاعتداء امتداداً لسلسلة من الانتهاكات التي تهدد عمليات الإغاثة وتفاقم محنة ملايين السودانيين المتأثرين بالحرب، ودعا إلى السماح للعاملين في المجال الإنساني بأداء عملهم دون خوف أو عرقلة أو عنف.

 

تنديد بالصمت الدولي:

وكان مسؤولون في الحكومة السودانية قد نددوا بصمت المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني حيال الهجمات المتكررة التي تستهدف القوافل، معتبرين أن عدم رفع تقارير رسمية إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن يساهم في استمرار هذه الانتهاكات الخطيرة، مطالبين بضرورة اتخاذ موقف واضح، ومؤكدين أن هذا الصمت غير المبرر يشجع ميليشيا الدعم السريع على التمادي في استهداف قوافل الإغاثة وحرمان المتضررين من حقهم في الغذاء والدواء، يذكر أن المفوض العام للعون الإنساني سلوي آدم بنية قد اتهمت بعض المنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني بالتواطؤ مع الميليشيا من خلال المساهمة في توصيل قوافل المساعدات الإنسانية إليهم وإلى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، دون أن تقوم بتوصيل المساعدات إلى المواطنين في المنطق التي تقع تحت سيطرة القوات المسلحة، وقالت مفوض العون الإنساني إن المنظمات تعلم جيدا أن المليشيا المتمردة تنهب وتقتل وترتكب كل أنواع الجرائم ضد المواطنين لكنها لم تحرك ساكنا وهذا يدل علي تواطؤها مع التمرد.

تساؤلات منطقية:

وبإجماع خبراء في العمل الإنساني، فإن استمرار استهداف القوافل الأممية يضع برامج الإغاثة في دارفور أمام تحديات غير مسبوقة، إذ يؤدي تعطل الشحنات إلى انقطاع الإمدادات الغذائية الأساسية ويعمّق من أعباء المجاعة التي تهدد الملايين، ويؤكدون محللون سياسيون أن صمت المنظمات الدولية باستثناء بيانات مقتضبة بعد كل حادثة يطرح تساؤلات حول قدرات وآليات الأمم المتحدة في حماية عملياتها الإنسانية، ويكشف عن فجوة كبيرة بين الواقع الميداني وخطاب المجتمع الدولي، مشيرين إلى أن إحجام المنظمات عن رفع تقارير تفصيلية للأمم المتحدة قد يحد من قدرة مجلس الأمن على اتخاذ خطوات عملية، ويُفسَّر لدى الميليشيا المتمردة باعتباره ضوءاً أخضر لمواصلة استهداف القوافل.

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر فإن الهجمات المتصاعدة على القوافل الإنسانية في دارفور، تكشف عن مرحلة جديدة وخطيرة من التضييق على عمليات الإغاثة، في ظل صمت دولي يثير القلق ويثير أسئلة حول مستقبل المساعدات الإنسانية في السودان، وفي ظل غياب الردع واستمرار تعنت ميليشيا الدعم السريع، فإن معاناة المدنيين العالقين تتفاقم بين نيران الحرب وحرمان الغذاء، وتظل الحاجة ملحة لتحرك أممي جاد يعيد الاعتبار لقواعد القانون الدولي الإنساني ويضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها دون خوف أو تهديد.

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى