تدشين السلة القطرية بمركز سهل للتدريب* *حكومة.. شباب ورياضة.. وهلالان في سماء الإعلاميين الوافدين بولاية القضارف
يس علي يس*
وهو الهلال الأحمر السوداني.. دواء الجراح، والضمادة التي ظلت على الدوام في أوقات النزيف، واليد الحانية التي ظلت تطبطب على هموم الناس في شتى البقاع، ملائكة بالأحمر، يقفون دائماً حيث ينبغي لهم أن يكونوا، هم الابتسامة وسط ركام الرماد، هم الفرحة وسط أعمدة الدخان، هم المأوى بين الأنقاض، وهم.. رسل الإنسانية في الملمات الصعبة، وفي النازلات، وفي الأيام الكالحة التي تفرضها تصاريف الدنيا وتدافعاتها وظروفها الطبيعية المتقبلة، وعلى قمة كل علم، ستجد علم الهلال الأحمر يرفرف في القمة، ويتحداه بالاكتساح المهيب.
والقمم تتلاقى بمركز سهل للتدريب، قمتان متقابلتان، رابطة الإعلاميين الوافدين إلى ولاية القضارف من جهة، وقيادات الولاية والهلالين “الأحمر السوداني والقطري“، وبينهما مسافة كانت تزرعها الكلمات بالورد، والود، وذلك في تدشين برنامج توزيع السلال لرابطة الإعلاميين الوافدين بولاية القضارف، حين تحدث الأستاذ آدم مهدي رئيس الرابطة مقدماً شرحاً وافياً عن أهداف الرابطة ومشاريعها، ويضعها على الطاولة ليقرأ الناس كتابنا، وليدركوا أن الإعلام يد واحدة، وأن القاسم المشترك الأعظم هو خدمة هذا البلد، وهذه الولاية، بالتعاون مع الجميع، وحديثه أذاب الكثير من الجليد، وفتح المعابر والممرات لتمر الأمنيات بأمان، وتفتح السماء صدرها لرسم لوحة المستقبل القريب، بأيادٍ متشابكة، وقلوب يجمعها الهم الواحد والحب الكبير.
والمعز يوسف سعيد، الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، رجل نخلة، نلقي حجراً، يلقي ثمراً في كل مرة، ذاك الذي احتوى الصرخة الأولى لميلاد الرابطة، وفتح أبواب المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ومكاتبها لتكون مقراً للتباحث والتشاور والتفاكر، حتى كان ميلاد الرابطة في قاعة إدارة الرياضة، بحضور شرفه شخصياً، وحرص على أن يكون حضوراً حينذاك، وها هو يواصل وقفته ويسجل حضوره على دفتر الإعلاميين، معلناً وقفته وسنده لهم في هذه الظروف وفي هذا المشوار الطويل.
ولم يكن الدكتور صلاح الدعاك مدير الهلال الأحمر القطري فرع السودان يحتاج إلى كل هذا الشرح ليوضح الجسور الجوية القطرية من المساعدات، فإنه وعلى مدار التاريخ، ظلت الدوحة ظلاً ظليلاً للإنسانية وللعرب، وظل النيل يغذي جذورها حباً ومودة وتصافي، فالجسور الجوية القطرية لا تحمل مساعدات، بقدر ما تحمل حباً عميقاً لهذا الشعب، وهذه الأرض، يدرك السودانيون الأدوار القطرية المستمرة في ربوع السودان، ويحترمون قطر لأنها تحترمهم وتقف إلى جانبهم في الأتراح والأفراح دائما..
مدير الهلال الأحمر بفرع القضارف الأستاذ علي محمد محمد أحمد، لا يغلق بابه أبداً، ولا يخفي ابتسامته، في كل زمان ومكان، وتحت كل ظرف تجده مبتسماً، مستمعاً، ثم سرعان ما تذوب مشاكلك في موجة تطييب الخواطر، والابتسامة عند “علي” معدية” فأنت لا تخرج من مكتبه إلا بابتسامة مماثلة أو أكثر اتساعاً، لذلك فقد عرف الهلال الأحمر السوداني بالقضارف كيف يختار إداراته بوجود علي في هذا المكان.
مستشار والي القضارف لشئون اللاجئين، ممثل والي القضارف بالإنابة، الدكتور حمد الجزولي كان حضوره بمثابة إعلان صريح باهتمام الولاية بالإعلام، وبقضاياه وبهموم الإعلاميين الذين قذفت بهم الحروب في أتون التشتت والنزوح، جاء ممثلا للقيادة الرسمية بالولاية، ليقول للجميع إننا معكم تحت كل الظروف، وأن القضارف هي وطن لكل سوداني، وأرضها البكرة مازالت قادرة على العطاء، كلمات الحكومة الرسمية من الدكتور حمد الجزولي، ثبتت القلوب الواجفة، وأعادت الطمأنينة إلى الصدور.
وكان التدشين بحضور ولاية القضارف، وكل القامات الإعلامية، وقيادات الهلال الأحمر السوداني والقطري، وكانت الكاميرات تنقل علامات الرضا في وجوه الجميع، وتعلن للملأ انطلاقة أعمال رابطة الإعلاميين الوافدين بالقضارف، بظهور الهلال، وللهلال حكايا خاصة في ذاكرة الأمة، فهو بداية كل شيء جميل.