من أعماق الأودية والسهول البعيدة من كل مدن وقري وفرقان كردفان الكبري وولايات دارفور الخمسة وبقية الولايات التي طالتها الحرب تجمع حوالي مليون نازح في مدينة الأبيض هروبا من جحيم وبطش قوات الدعم السريع التي مارست كل صنوف الانتهاكات، فر الناس بحثا عن الآمن والأمان والحصول علي مقومات الحياة، استقر بهم الحال في المدينة التي تستقبل كل من جاء إليها باحثا عن الآمن والعيش الكريم (الأبيض فحل الديوم) هؤلاء المكلومين استوطنوا في خيام منسوجة من الجوالات المهترئة والورق وسيقان الشجر البالي، فتيات نضر في مقتبل العمر يفترشنا الأرض ويلتحفنا السماء ويتوسدنا الرمال، أطفال وكبار سن يمنون انفسهم بلقمة طعام دافئة اي كان طعمها او تركيبها؛ رغم ذلك الحصول عليها فيها مشقة وتوسل لصبية يعملون في المفوضية لايعرفون حتي تفسير كلمة (العون الإنساني) ، في ظل وضع استثنائى لا يمكن وصفه بكلمات اللغة العربية اطفال يحتاجون لجرعة حليب أصبحت ضربا من المستحيل عليهم وليس من الأولويات ولبس يقيهم البرد القارص ويستر عورات الأطفال ،أطفال أكلت الأرض اجسادهم من كثرة اللعب والنوم عليها دون واقي يفصلهم منها انه الحال البائس والمرير ربما لم يحدث في مكان اخر في هذه الدنيا لكنه واقع معاش في مدينة الأبيض ولمواطنين لولا الحرب لما تجاسر عليهم صبيا اتت بهم الأقدار في العمل الطوعي .
هذا الواقع المرير والمؤسف يحدث في مدينة الأبيض مما جعل مكتب رابطة العالم الإسلامي قطاع كردفان التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، لذا جاءت رابطة العالم الإسلامي مكتب الأبيض بيد ممدوده وقلب رؤف رحيم يعطف علي الأطفال والنساء الحوامل والعجزة والمرضى بشكل فيه جناح الرحمة وتخفيف كل صدمات الحرب وويلها الذي تأذت منها الأسر التي تم تهجيرها من أماكنها حتي نزحت، رابطة العالم الإسلامي جاءت بالغذاء الجيد وجاءت بمواد الإيواء والكساء واوقية البرد عالية الجودة وكنا حضورا وشهودا علي توزيعها للمستحقين بعدالة وكل شفافية جعلت حتي المستفيد والغير مستفيد مقتنع بطريقة التوزيع وسلامة الإجراءات وسرعته لعدد(1000) اسرة علي مدى 5 ايام متواصلة يستفيد من التوزيع عدد (7000 ) فرد حسب ما صرح به مدير مكتب كردفان الدكتور صالح موسي ابكر امام حكومة شمال كردفان ومفوضية العون الإنساني بالولاية بأعتبارها الجهة المنفذة التي اسهمت بصورة فاعلة في اعداد الكشوفات للمستحقين من كل فئات النازحين المتواجدين بمدينة الأبيض دون التركيز علي جهة او ولاية بعينها وهنا كان سر النجاح بهذه الشفافية التي جعلت الكل راضي وهذا ما كان مفقودا خلال الفترة السابقة ،في هذه الظروف الصعبة وثقت زاوية بؤرة ضوء اليومية للنازحين حقوقهم خاصة شكرهم لرابطة العالم الاسلامي مكتب الأبيض الذي اولي ملف النازحين عناية خاصة واشرف علي العمل بنفسه مدير المركز الدكتور صالح موسي ابكر المرابط خلال كل فترات النهار لمراقبة بداية نصب خيام القرية النموذجبة في مركز الإيواء بمدينة الأبيض وعددها 120 خيمة جاري نصبها تكتمل اليوم الخميس وتوزبع كمية السلال علي مستحقيها بالصورة التي وصفناها في متن المقال .
