سوهندا عبد الوهاب… امرأة بقامة وطن، وقضية بحجم أمة
تسطرها د. الزلال عجيمي

في زمنٍ تتراجع فيه القيم، وتخفت فيه أصوات المبادرات الصادقة، تتقدم السيدة سوهندا عبد الوهاب بهدوئها الراسخ، وضميرها اليقظ، وعطائها الممتد، لتثبت أن بعض النساء لسن مجرد أفراد… بل مشاريع نهضة متكاملة.
فهي محامية متفردة، وفاعلة مجتمعية بامتياز، ومبادِرة إنسانية لا تعرف الكلل، جعلت من العمل الطوعي رسالةً ومنصّةً ومنهج حياة.ق
⚖️ العدالة بالممارسة لا بالشعار
في ساحات القضاء، تُعرف سوهندا بثباتها واحترافيتها، فهي محامية تمتلك أدواتها القانونية بحنكة، ولكنها أيضًا ترافع باسم القيم والضمير.
تتبنّى قضايا المستضعفين، وتدافع عن النساء المُعنّفات، وتقدّم الاستشارات المجانية للفقراء، دون ضجيج إعلامي أو انتظار مقابل.
💍 الزواج الجماعي… ستْرٌ لمن لا يستطع إليه سبيلا
رأت في تعذّر الزواج بسبب الفقر مشكلةً اجتماعية يجب أن تُحل، لا أن تُناقش فقط.
نظّمت وشاركت في حفلات زواج جماعي لعدد كبير من الشباب والشابات، وساهمت في تقديم المستلزمات والدعم المادي والمعنوي، وخلقت بيئةً تحترم الإنسان وتُعيد إليه حقه الطبيعي في الاستقرار.
🤲 كفالة الأيتام… أمومة تتجاوز النسب
لا يقتصر عطاء سوهندا على المال، بل يمتد ليشمل الرعاية، المرافقة، المتابعة التعليمية والصحية والنفسية.
ترى في اليتيم مشروعًا كاملاً لبناء المستقبل، لا مجرد متلقٍّ للمساعدة.
فأطلقت برامج كفالة طويلة المدى، وربطت الأيتام بمجتمع يحترمهم ويمنحهم فرصًا متساوية.
🍲 التكية… بي شيرك اطعم غيرك.. كرامة تُقدَّم في صحن طعام
أنشأت سوهندا مشروع التكية لإطعام الفقراء والمحتاجين على مدار العام، ليس كمجرد عمل موسمي، بل كفعل مستمر للرحمة والكرامة.
الوجبة عندها ليست فقط غذاء، بل اعتراف بحق الإنسان في الحياة الكريمة، بعيدًا عن الإذلال والتشهير.
💡 تبنّي المشاريع الصغيرة… من الإعالة إلى الإنتاج
في رؤية ذكية لعلاج الفقر، لم تكتفِ سوهندا بالدعم المباشر، بل تبنّت عدداً من المشاريع الصغيرة للنساء والأرامل والشباب، ووفّرت لهم رأس المال البسيط والتدريب اللازم.
تؤمن أن التمكين الاقتصادي هو الطريق الأقصر للكرامة، فأنشأت منصات إنتاجية صغيرة ومتنوعة، أعادت من خلالها الكثيرين إلى دائرة الإنتاج.
👩🦱 دعم الأرامل… جبر خواطر وعزة نفس
لم تنسَ سوهندا الأرامل، فكنّ في قلب مبادراتها.
ساعدتهن في الحصول على دعم شهري، ووفّرت لهن فرص دخل دائم عبر الحرف والمشروعات، وربطتهن بمؤسسات الرعاية الرسمية وغير الرسمية، وجعلتهن شريكات في المجتمع لا عبئًا عليه.
🧺 البازارات المتكررة… نافذة الإنتاج والتكافل
نظّمت سوهندا بازارات خيرية دورية لتسويق منتجات النساء المعيلات والحرفيين المحليين، فجمعت بين الدعم الاقتصادي، والترويج للمنتجات الوطنية، وبناء جسور بين المجتمع ومنتجيه.
كل بازار تقيمه هو عيد للكرامة، واحتفاء بإبداع السودانيات اللواتي يُصِررن على الإنتاج رغم قسوة الظروف.
🇸🇩 المبادرات القومية الكبرى… السودان أولاً وأخيرًا
من دعم التعليم في المناطق الطرفية، إلى مبادرات علاج المرضى، والإغاثة في الكوارث الطبيعية، والعمل على المصالحات المجتمعية، ظلت سوهندا حاضرة في الخطوط الأمامية.
هي لا ترى السودان في جغرافيا ضيقة، بل تتنفسه بأكمله، من نيله إلى جباله، ومن فق%