أعمدة رأي

ظهور إحفاد حاتم الطائي في مشو

للحرب وجه آخر ٣

 

بقلم : م. حاتم سر الختم سالم

بعد هذا الرد الرهيب بالأمس نواصل اليوم

في ذلك الوقت كنت في السعودية التي ذهبت اليها معتمراً و لم استطيع العودة بعد العمرة اذ اندلعت الحرب فاكملت الحج …بسبب ظروف الحرب…. بعد التشاور مع اسرتي عندما استعرت الحرب و كشفت عن ساق …قرروا بأن يهاجروا الي حفير مشو و يلحقوا بابناءاختي هناك

ووصلوا بعد معاناة شديدة …تحركوا من امدرمان مرورا بطريق الكلية الحربية ….الجزيرة اسلانج…. المتمة…. شندي… الدامر… كبري ام الطيور… الملتقي مروي كريمة… دنقلا… ثم حفير مشو قرية كمنية والمشوار الطويل دا كله عشان المتمردين قافلين طريق شريان الشمال

بعد وصولهم بالسلامة وكنت اتابع معهم الرحلة – نزلوا في بيت ابناء اختي وعرفنا ان ادارة الحي منحتهم البيت بدون مقابل؟؟؟ كيف الكلام ؟؟ قالوا دا الحصل فقلت ليهم ماشاءالله كرم عجيب…

وبدات رحلة البحث عن بيت لاسرتي المباشرة بعد الوصول بيوم وبالفعل وجدوا بيتا جاهزا ومفروشا وصاحبه قال يطلب ايجار ٢٥٠ الف جنيه فقط في الشهر . وافقنا لكن ادارة الحي رفضت واجتمعت وقالت ما عندنا بيت للإيجارة في الحي….!!!! وبالفعل سلموا اسرتي المكونة من(١٦ فرد ) نادي الحي و كان عبارة عن بيت جميل جداً كبير كبير كبير وهو لصاحبه محمد عبدالله جزاه الله عنا الف خير هو وكل السكان والاهل حبايبنا ناس مشو …..يقع البيت في الناحية الغربية للمربع ( فوق ) وما ان استلمنا البيت و دخلناه حتي تقاطر علينا ناس الحي ( اخوان واخوات حاتم الطائي ) واحاطوا باسرتي في النادي البيت .. لاحظ انهم ليسوا من الاقارب و لا من اقارب الاقارب فقط معارف جاءوا كل يحمل معه شيئا من منزله … سرير .. بطانيات…ملايات … مخدات … سخان كهربائي… معالق … سكاكين … دقيق ذرة دقيق قمح … حفاظات ماء بارد …فول مصري – مراوح… بصل .. موية … أزيار.. لمبات – بلح اي شئ و كل شيئ يخطر على بالك و في خلال يومين اكتمل البيت تماماً…. بيت مجهز من كل شي ودون ان ندفع مقابل ذلك اي شئ ايوه بدون مقابل !!! والله حقيقة

وتعهد الجيران اللصيقين بالثلج اليومي واي شئ يطلب منهم

من الاراضي المقدسة كنت اتحدث مع افراد اسرتي وانا في غاية الاندهاش قلت …أنا في حلم ولا علم!!!!

هذا كرم لم اسمع به من قبل لا في الخرطوم ولا حتى الولايات الاخرى ولقد سمعتو انا في تلك الفترة في الحج عن ايجارات خرافية في بقية مدن السودان في ظروف الحرب وحتى في مدينة دنقلا عاصمة هذه الولاية وصل ايجار الشقة الكبيرة الي مليون جنيه سوداني والصغيرة ٤٥٠ الف جنيه …. فمن اين انتم يا اهل مشو – كمنية ومن اي طينة خلقتم؟؟؟؟

تقاسمتم بيوتكم مع النازحين والاسرة وعدة المطبخ والفرشات والحافظات والأغطية وامدادات المياه والكهرباء كل شئ بدون مقابل أظننا لو جئنا من غير اسرنا لتقاسمتم معنا الدار و جعلتمونا افرادا من اسركم لا نشعر بأننا غرباء عنكم وعن ديارنا ….هذا لم يحدث إلا عندما هاجر المسلمون الي المدينة….حيث كانت المؤاخاة بين المهاجرين والانصار ….

وحضرت الي كمنية و كلي شوق حقيقة لرؤية اهل الحفير اكثر من مشاهدة اسرتي المباشرة…. فأسرتي كنت اتكلم معهم كل يوم ولكن هذا المعدن من البشر…. تشتاق للقياهم شوق السحابة الراحلة تخيلوا المسافة ٤٢ كيلو من دنقلا وانت متجه شمال تحس كانّها ٤٠٠ كيلو والزمن ياهو نفس الزمن نصف ساعة….نزلت واول من صادفنا رجل لم اكن اعرفه من قبل و لكن تعرفت عليه لاحقا (اسمه ساتي سلامة ) سلم على وكانه يعرفني “والتقول بينم قرابة” سلام سلام عرفة ثم عبد الرحمن وساتي محمد وعصام ومحمد ووليد وعمر وفواز وفيصل وفوزي ويعقوب وسالم وسهل وطلب عبدالله والقامة الاستاذ الكبير عبد المنعم وراشد هذا انسان من طراز تاني ومعدن فريد يعكس الوجه المشرق لأهل مشو واخرين بذات الترحاب والبشاشة و……الكل بنفس الطبع والطبيعة الهينة الينة المرحبة – ثم دخلت النادي مسكن اسرتي هو ليس نادي ولكن ممكن تقول استاد ما شاء الله يعادل ٦ اضعاف مساحة منزلي في امدرمان غرف كبيرة وحمام ومرحاض بابين كبير وصغير وصلت متاخرا الزمن كان بعد صلاة العشاء اول ملاحظاتي كان

أتوقف معكم هنا لنواصل غداً لو بقينا حيين

المخرج / حاتم سر الختم سالم

hatim1962@yahoo.com

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى