=علي مدي الإسبوع الماضي،شكل التضامن الشعبي والرسمي لمجتمع القضارف مع النازحين من مدينة سنجة عقب اجتياحها من قبل المليشيا المتمردة،امرا لافتا ولوحة زاهية بألوان المبادرات الإنسانية(القضارف قدح السودان)..ليظهر التضامن والتكافل ملمح إنساني..وان لم يحل المشكلة بشكل نهائي لايواء واطعام أكثر من ٥٠ ألف نازح.!=وانهمرت دعوات ومبادرات في منصات التواصل الإجتماعي،بعدها رسمي من قبل الحكومة والبعض الآخر شعبي من شخصيات ومجموعات بالداخل والخارج تدافعت نحو السوق الشعبي تحمل الاحتياجات الضرورية من مواد غذائية ووجبات سريعةواغطية ومفارش وأدوية وعلاجات للمرضي وكبار السن..!=ولاتزال تتوالي المبادرات والاستجابات الإنسانية من المزارعين والتجار والأطباء والغرفة التجارية والشركات والمصارف والمقاومة الشعبية والاناس العاديون والبيوتات الكبيرة،لترسم القضارف لوحة رائعة بألوان التكاتف والتازر: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكي بعضه تداعي سائر الجسد بالسهر والحمي )،وان كانت الحرب كمصيبة وابتلاء قد أظهرت معادن بعض الناس،فإنها أظهرت في القضارف مطمورة البلاد طبعها المعهود منذ الأزل فهي (قدح ودزايد )الذي يغيث الملهوف ويطعم الجائع منذ أيام الثورة المهدية وحتي يومنا هذا ..!=القيمة الإنسانية والاستجابة الفورية لأهل القضارف أصحاب الزرع والضرع،كانت نموذج يحتظي للتداعي الوطني الذي يجب أن يكون عليه أبناء الوطن الواحد بين شرقه ووسطه وجنوبه وغربه وشماله ..وهي لوحة افرغت شعارات وترهات الحرب التي يرددها البوق المليشي من محتواها وسحبت منها الورقة الاثنية والجهوية ..لتضعها في الإطار الصحيح بأنها حرب مليشيا ضد دولة وشعب.. كما كشفت زيف بعض المنظمات المحلية والدولية الموجودة في القضارف كمقار وسيارات تجوب الشوارع ولا وجود لها علي أرض الواقع غير الورش والسمنارات..والعتب ليس عليها بل علي الحكومة التي لاتدرج مثل هذه المنظمات تحت المراقبة اللصيقة ومن ثم الإبعاد والحظر..وإن كانت أيادي القضارف البيضاء تكرم الضيوف عند مدخل المدينة،فإن اياديها الباطشة الطويلة كانت تلقن التمرد الدروس في تخوم الدندر وسنجة لتضيق عليه الخناق..!