أعمدة رأي

كيف نحافظ علي ما تبقي من موارد بشريه و ربطها بالاهداف العليا للوطن 

دعوة للمحافظة علي الموارد

 

د.صلاح دعاك

هناك معاناة شديده للوافدين من الخرطوم نتيجه للحرب الي ولايات السودان المختلفه .. بعضهم فضل العيش في دول الجوار مصر و تركيا و دول الخليج و السعوديه و يوغندا بدل العيش في ولايات السودان الآمنه . حيث الغلاء الفاحش و جشع التجار و ارتفاع أسعار الإيجار و مصروفات المعيشه البسيطه و الغير مقتدر او من لم يستحمل و استفزته هذه المعامله فضل البقاء في الخرطوم و مناطق النزاع رغم ما يحيط به من خطر ، منهم من قال (الدانه و لا الاهانه)،،،

فإذا اتخذت خطوه لتمليك الوافدين الذين خرجوا من الخرطوم لمدن السودان المختلفه و كذلك أبناء تلك المدن الذين عادوا اليها تمليكهم اراضي سكنيه وفق الخطه الاسكانيه ستخفف علي الناس و تساعد علي توطينهم في مناطقهم و تعويضهم علي ما فقدوه جراء الحرب، اراضي في أماكن مميزه لتكون جاذبه لهم و تشجعهم لتوطين استثماراتهم مثل عطبره، بورسودان ، شندي و مدني و القضارف و نيالا و الفاشر و الجنينه و غيرها .. فكل من مر بتجربة الحرب الان يحتاج أن تكون له خطه ب للتعمير و الاستثمار خارج ولاية الخرطوم ..فلماذا لا نساعدهم و نشجعهم لتنفيذ خططهم و ينخرطوا فاعلين في الولايات بدل أن يأخذوا ما تبقي لهم من مال الي دول اخري ..

و أيضا السعي الي تمليك المتضررين سيارات بربع قيمة الجمارك سيعوض هذه الأسر ما فقدوه و يخفف عليهم و مدخلات انتاج معفيه من الرسوم و الجمارك …

و يكون افضل اذا فكرت الدوله في إرجاع هذه الثروه البشريه المفقوده و العقول المهاجرة و إعادتها لاعمار ما دمرته الحرب و الا ستتكرر تجربة البلدان التي شهدت حروبا من قبلنا حيث هاجرت كل عقول تلك الدول و استوطنت الغرب و أصبحت علاقتهم مع بلدانهم علاقة حنين و اشواق ، فكل من هاجر لن يرجع مجددا بتلك السهوله .. فعلينا أن نحتوي هذه العقول و الطاقه البشريه و نعوضها قبل أن نفقدها الي الأبد..

لربما الحرب تأتي بفائدة لاعادة تخطيط الخارطه الصناعيه و التجاريه و الاستثمارية في السودان .. فتوزع المصانع علي مدن السودان المختلفه …المطاحن في بورسودان و الشماليه.. المياة الغازيه و مياه الشرب مصنع في كل ولايه (الان نستورد مياة الشرب في القارورات من مصر و اثيوبيا ).. مصانع المأكولات في مناطق الإنتاج.. مصانع الحديد تخرج من الخرطوم و النسيج في الجزيره و الزيوت في النهود و الأبيض و غرب السودان و المصانع التحويليه في الفاشر و نيالا و هكذا .. و ذلك لتحقيق التنميه المتوازنه التي ينشدها الجميع …

و تسهيل الجمارك لمدخلات الإنتاج و الطاقه الشمسيه و توجيه مشاريع المنظمات للبناء و التنميه ..

ما حصل في الخرطوم العاصمه و وضع البيض كله في سلة واحده هو ما ادي لهذه الكارثه و فاهم من اثارها ،،

فعلينا أن نأتي بحلول اقتصاديه مبتكرة للمحافظة علي ثروتنا البشريه و تشجيعها علي البقاء و المساهمه في البناء و الحل القادم .. فلابد للحرب ان تنتهي يوما ما …و كذلك تعويض المتأثرين عن الخسائر الماديه و المعنويه التي لحقت بهم بطرق مبتكرة و ربط هذه العقول و الطاقه البشريه بالوطن قبل فوات الأوان..

 

..

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى