واستعير بيت الشاعر ابوالطيب المتنبي بعد تعديل طفيف لأطرز به جميل اللفظ علي بديع المعني لبقعة مباركة في قلب متمة ودسعد بطلتها إمرأة فخيمة سطرت روعة الموقف علي تلال حسناء الشمال متمة الآمال فأقول: ولو كان النساء كمن ذكرنا لفضلت النساء علي الرجال وما التأنيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخر للهلال وهكذا سطعت الاستاذة الفخيمة مريم الحاج عبد الرحمن( بت ام سرير) في سماء العلا وقدمت بعظيم جهدها وعالي فكرها صرحا تعليميا تثقيفياً اجتماعياً شاملاً لكل ما يهم إنسان المتمة و اسمته ( مركز الحاجة أم سرير العوض) تخليدا لذكري الأم الرؤوم التي أحسنت رعاية النبتة فامتدت جذورها إلي معادن المجد و شارفت اغصانها قنن المكارم وتدانت ثمارها يانعة لإنسان المتمة الذي يستحق كل جميل فمن هي الأستاذة مريم التي ملأت الدنيا و شغلت الناس وجعلت المحال فيضا في متناول الأيدي قريب المنال إنها الاستاذة الملهمة القديرة مريم الحاج عبدالرحمن ( بت أم سِرير ) من الرعيل الاول من المعلمات ذوات الشان العظيم في اقتحام مجال التعليم فدرست مراحلها الأولية بالمتمة في زمن صعب علي الفتيات ومن ثم اكملت عالي تعليمها في كلية المعلمات بام درمان فتخرجت فيها بتقدير كبير في العام. 1961 و من ثم تجولت في جميع مدارس المحلية فراشة تمنح الرحيق وزهرة تنفح بالشذي ووردة تماهت بالعبير وتقاعدت إلي المعاش في العام 2005 بعد مشوار طويل عامر بالخير قضته كله ملازمة للطباشيرة في رحلة عشق وحب ووفاء يعجز اعظم الكتاب عن سبر غورها وتدوين فصولها وهكذا إذا التقي العظام سهلت المهام و كانت قد التحقت بمكتب تعليم المتمة ثم أخيراً مكتب تعليم شندي الذي قضت فيه آخر أيام عمرها في سلك التعليم و أخيرا عاد السيف إلي قرابه واحتمي الأسد بمنيع غابه فاستقرت بالمتمة رافضة كل العروض في مغادرتها والعمل بالمدارس الخاصة و هذه قصة وفاء أخري تكتب لهذه الفارهة التي تعملقت مجدا وكرما وسؤددا و في المتمة تبرعت بدارها الفخيمة خدمة لمجتمع المتمة وأنشات مركز أم سرير صرحا يقف شاهدا علي عظم هذه المرأة الحديدية التي لم تفكر في ذاتها بل جعلت من اهلها هدفا مشروعا للخدمة ومنبعا سلسلا لقيم الوفاء والإخلاص وأخيرا
تم افتتاح المركز في العام 2015
وتمت تبعيته إلي جامعة شندي كلية المجتمع فصار مركزا مرموقا تهوي إليه الأفئده و يؤمه القصاد فكان قاضيا للحاجات جامعا في الملمات ولم يقتصر علي إنسان المتمة فقط بل مد طرفه بعيدا وغازل جامعة الأحفاد وأقام توأمة معها عادت بالخير الوفير للجانبين وكذلك اقامت علاقة وثيقة بجامعة الرباط الوطني بالخرطوم واستضاف المركز عددا من الإقامات الريفية للجامعتين أعلاه وللمركز كذلك
شراكة زكية مع لجنة تطوير المتمة كما انه مشارك دائم بمعرض الخرطوم الدولي للتمور بقاعة الصداقة لمدة أربعة دورات متتالية وكانت مشاركته بسمبوسة المتمة الشهيرة التي وجدت إشادة وتكريم من إدارة المعرض وجمعية الفلاحة السودانية كما يقيم المركز كورسات في الحاسوب والمخبوزات والحياكة وقدم كذلك خدمة كبيرة لطلاب وطالبات مدارس المتمة وذلك بإقامة الكورسات الصيفية للمراحل التعليمية الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية وكانت قمة شراكاته مع جمعية الهلال الاحمر السوداني بعمل كورسات التمريض المتتالية و يعد الآن من أكبر مراكز الإيواء في محلية المتمة للاعزاء الذين ألجأتهم ظروف الحرب آلي المتمة فاستضاف عددا مقدرا من الاهل و قد تم تسجيل المركز بوزارة الرعاية الاجتماعية كمركز اجتماعي بالمحلية يؤدي دوره علي أكمل وجه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وما زال المشوار طويلا طويلا ويقف علي إدارة هذا الصرح أخ كريم جمعتني به الأيام وسنحت لي الصدف بان اتعرف عن قرب عن ربان سفينة المركز وقائد سنامه الحبيب علي العوض الشهير ( بعلي دنيا) فقد كرس جهده ومنح زمنه لإدارة كل مشاريع المعهد فهو المسؤول المباشر عن الكورس الصيفي الناجح جدا الذي اقمناه هذا العام بالشراكة معه كما انه مسؤول عن كورسات التمريض و غيرها من المهام التي يقوم بها المركز و قد مدني علي دنيا بكل هذه التفاصيل الدقيقة عن المعهد وصاحبته التي جعلته ساعدها الأيمن وسيفها الصقيل وصوتها المجلجل وعندما سألته عن مشاريع المركز المستقبلية ذكرني بالبيت القديم: وقريبا يسفر الصبح لنا عن امان لم نعش إلا لها. وختاما كل الشكر والتقدير للاستاذة مريم الحاج عبد الرحمن علي كرمها الفياض و خدمتها الجليلة لإنسان المتمة والشكر أطنان للاستاذ علي العوض المدير التنفيذي للمركز علي جهده وإخلاصه وتعامله الراقي والشكر لإنسان المتمة العظيم الذي قابلنا بالحب و التقدير وشكري وتقديري للأبناء الطلاب والطالبات المنضمين للكورس الصيفي علي صبرهم وأدبهم واحترامهم و اجتهادهم والشكر لكم أحبتي قراء حرفي وأحبابي عبر الأسافير
٠٩١٢٨٤٢٨٥٨