قصاصات من مبادرة (بنتعلم) روكرو و الطويشة وعديلة والسريف واردمتا وباو والحميراء محطات علي خاصرة الوطن
ذكريات ترويها : واصله عباس
مدخل :-
صور توقفت عندها الكلمات والعبارات ، ترددت كثيرا في التعبير عنها وحل طلاسمها ، وانا في يقيني ان بنت عدنان لن تطاوعني هذه المرة سيما وان الحوجة ماسة لمفردات تليق وهذه الصور.
عندما اطلقت في امانة الشابات بالاتحاد الوطني للشباب السوداني مبادرة (بِنتعلم )لتعزيز قدرات الشابات في المجالات الدينية والصحية والتعليمية لم يكن في خاطرتي وصولها الي اقاصي الوطن منادية علي (بنات بلدي) .
حملت الي الاسافير صور تترنم بحب الوطن وخِلتها تغني (برانا برانا نلبي نداءنا ) ، عفوية وطيبة وبشاشة تعبر عنها صورة شابات اتحاد محلية الكومة بولاية شمال دارفور وهن يعدن الزاد لمتضرري حريق ( معسكر كورما ) الذي تضررت منه قرابة الالف اسرة في مالها وبنيها ومدها وصاعها ،قارنت مابين اثار الحريق وتلك العفوية في ابتسامة الشابات وهن يعدن الزاد بعفوية خالصة لاتنظر الي عدسة المصور . ، تري كم من قيم التكافل لازالت تلوح في سمانا ؟ وكم من سرور ادخل علي قلوب هولاء الحياري ؟ وكيف كانت معايير تلك اللحظات وهن يجمعن مطلوبات المنكوبين من زاد وكساء؟ لله درءك ياوطن …
وزرت (زمزما) وتذكرت ان( هاجرا) لولا قولتها (زمي زمي) لا صبحت زمزم نهرا وبذات القدر لولا الحرب لاصبحت زمزما نهرا من الامان .
(روكرو) لم اسمع بها من قبل وسيكون مثلي كثر ، وتذكرت ساعتئذ حينما كانت قوافل الشهداء من ابناء وطننا وهم يزودون عن حمي الوطن الغالي باسم القوات المسلحة والدفاع الشعبي وحينما نسمع عن انتصاراتهم وفتوحاتهم لمناطق لم نسمع بها او تطرق اذاننا من قبل لولا هولاء الابطال ، سمعت احد الساسة في منبر خطابي بعد عرس شهيد وهو يقول ( والله انا لو جابوا لي اسماء المناطق المحررة ده في امتحان ما كتبت انها في السودان)، وقد كان حالي في ( روكرو) مثل هذا السياسي وهي منطقة بولاية وسط دارفور محلية شمال جبل مرة ، بدأت اتساءل هل حينما خططت لهذه المبادرة كنت اتوقع ان تصل الي هذه المنطقة ؟ وهل كنت سأعرف ان هناك منطقة بهذا الاسم في بلدي؟
وفي فضاءات (محلية وادي صالح) كانت العفوية والقلب النابض محنة ، جلسة مامنظور مثيلها. وجئت ثانية لاشهد مع (ماجدة) دعمها لمستشفي زالنجي ب(ستائر حائطية ) تغطي اكثر من تسع عنابر ، ومن ثم توزيعها للمصاحف بالخلاوي.
كانت تنتظرنا (توتيل ) بشموخها حسبتها تضع يديها علي ناظريها لترنو الي مقدمنا اليها وهي تتزداد حسنا كلما جئناها ، اما (وهيبة) بافكارها واطروحاتها المتعددة لها وقعها علي النفس
احسب ان ( بِنتعلم ) مبادرة اضافت لي في رصيدي المعرفي والوطني فقد نقلتني (حنان) الي الضعين وعديلة وحلقات القرآن الكريم ومجالس الذكر ومحاضرات الاسهالات المائية تحت (رقراق الكرانك)
وبصحبة (شادية ) توقفنا عند مركز (الحميراء) لاوزع مصاحفا في دار جعل بنهر النيل، واقف علي توزيع معينات الصيام ،
وشهدت عبر (بِنتعلم ) تجهيز المراكز فحملت (المقشاشة القشية ) مع شابات( الكومة) وهن يقمن بنظافة فناء الخلوة وغسل براميل ماء الشرب بجدية يحسدن عليها ، كانت حلقات القرآن الكريم ترتل ترتيلا وتختم في (الكومة ) و (الطويشة) و خلاوي همشكوريب التي افعمتنا ببركاتها ولم نغادر الا لنلحق ببنات بلدي في (ام كدادة) ونستمع الي دعاء ختمة القرآن الثانية ، و(مدن) تسعي للمزيد من الانشطة وتناولت في (كاس) كوبا من عصير (الابري) الطاعم بحب الخير الشديد.. لاتجهه غربا باتجاه نجاح اخر يحسب الي (الميارم) ولفتة بارعة بزيارة الي (عنبر الناسور البولي ) بمستشفي الفاشر التعليمي فهن امهاتنا واخواتنا ولهن منا دعوات صادقات بالشفاء.
وفي عجلة من امري استودعتهن وبيني وبين حرائر (الواحة) موعدا لزيارة اجتماعية اتسمت بالكرم الحاتمي لله درءكن (ميارم ابو زكريا)
وفي (ابو زكريا) كانت مبادرة (بِنتعلم ) تقرع نواقيس الخطر من خلال المحاضرات الصحية في الأمراض المنقولة جنسيا وكيفية الوقاية منها.
وفي صفاء ذهني دارت رحي معركة في (ابوزكريا ) لاينتصر فيها الا العقل ، حيث رقعة (الشطرنج)التي يحكمها صفاء الذهن والتريث.
وجلست في بروش (اردمتا) مستمعة الي محاضرة التعاون والتراحم وبر الوالدين) ومنحوني الفرصة للدعاء لوالدي (رحمهما الله). ولم اغادر الا بعد زيارة الي (كجا) محيية له ومن ثم رافقت (مقبولة) الي حيث اخواتها وكانت (عصيدة دسمة بملاح كول ) .
وفي (السريف) جددت معرفتي بفضل الصوم وظللت استمتع بمسامرت الدارسات و (مريم الاخري) وهن يتجاذبن اطراف الحديث عن كثير من امورهن.
وذهبت برفقتهن لزيارة( فطومة ) ثم عدت لالحق ب (شابات بلدية القضارف) لزيارة (هاجر) و(خالدة). ومع (حليمة ) يعد افطارا بنكهه (ياسمسم القضارف) .
.
وعدت من (باو) برفقة ( زهراء )بعد توزيع معينات الصوم لمستحقيها ، لاعود الي مركز ابوهريرة بحي الزهور وانا استمع الي محاضرة الاستقرار الاسري بالتعاون مع مركز المودة.
اما في ثغرنا الحبيب فحتما لم تغيب( سناء) عروس البحر عن الركب ، فعدنا منها ونحن نحلل صيامنا وساحلها ممتدا عطاءا قلما يوصف بعبارة.
(سنار انا) وعلي عرشها (بلقيس) منحتنا مساحة للفن والتنوع والارث الفني وذلك من خلال معرضها المتنوع والذي ينم عن الذوق الرفيع، ومن ثم يممنا وجوهنا الي حيث لقائي مع رسل الانسانية في (الهلال الاحمر) اكفكف دمع الشوق متناولة افطاري معهم بكل الحب.




