في منتدي إسناد … عندما يحكي ( حاطب ليل ) في مقالات من مقال … نكبة شمال الجزيرة …
أميرة الفاضل : ( إسناد ) علي استعداد للتوثيق لهذه الحرب
البروفيسور عبداللطيف البوني : المقال تسرب مني ، ورغم طوله أصبح ترند قرأوه الناس بفعالية.
بروف الشفاء : القارئ يجد نفسه في كل كتابات بروف البوني لانه يتحدث باسمه ا.
الناشرمحمد الشيخ : الكتاب مكتوب باللغة المحكية التي جذبت الناس ، فكأن الكاتب ( بيونس فيك)
مقدمة :
في لقاء تحفه نفحات الشوق الي الوطن ، والحنين يسوقنا سوقا الي تلكم الديار التي تركنا وراءها نبضات القلب المتسارعة شوقا ولهفة ، إلا أن جمعية إسناد لدعم المتضررين من الحرب في مصر كانت هي الدار التي جمعت كل تلك القلوب التي تتحرق شوقا ، وهي تحتضن كل ذاك الخفقان التائه في بحور الغربة ، فتطبطب عليهم بذات الحنين الذي تركوه في ديار الأهل ، ولم يكن علي إسناد ذلك ببعيد وهي تنال لقب (بيت الحبوبة) بإمتياز ، وكان لحضور الجزيرة تلك الارض التي فاضت حباً وصدقاً ومهداً للمحنة والمحبة والكرم والجود ، إلآ أن حضورها في تلك السانحة وهي تشتكي جرحاً وتبكي بدمع سخينا ، جراء ما أحدثته حرب مليشيا الدعم السريع (الغرباء الذين جاءوا بالبغض من شتي أنحاء الأرض) ، وهم يحملون كل الاحقاد فأحالوا صفاء ارض المحنة الي ألم ، وبكت مدامعها قهرا وحزناً ، جّسده صاحب (حاطب ليل ) ، وهو في تلك الليالي المفعمة بالسواد ، يحتطب ليضئ تلك الظلمات الغاشمة من عدو لم يدرك كنه تلك الأزقة والبيوت التي تفيض سماحة وطيبة ، ولم يعرف ماذا تعني الليالي المقمرة في سماء الجزيرة ارض الخير ؟ ولم يتذوقوا شاي المغرب في كل البيوت الحنينة ، فجسد الاستاذ الجامعي صاحب المفردة الماتعة والكلمات التي تفيض معاني ومباني من خلال سِفره التليد ( نكبة شمال الجزيرة مقال علي مقالات بقلم البروفيسور والاعلامي الضليع عبداللطيف البوني ) حيث إعتادت جمعية إسناد علي إقامة المنتدي الثقافي الراتب ، تسعي من خلال توصيل صوت الوطن عطاءاً وبناء .
القاهرة رصد : واصله عباس
دبلوماسية المنتدي :_
ابتدر السفير والاعلامي العبيد المروح زمام المنتدي بدبلوماسيته المعهودة ، حتي خرج أنيقا كأناقة العبارات والكلمات التي خرجت من افواه المتحدثين ، مبينا ان كل شخص يمكنه التوثيق بحسبما حدث لهو ،وبذلك تصبح هنالك الكثيرمن التوثيقات التي تٌحفظ كتاريخ شاهد علي احداث الحرب في السودان ، ولكن يحتاج ذلك التوثيق الي جهد علمي، وكشف عن صياغتهم مع ثلاث من الاعلاميين لمذكرة الي المجلس السيادي ، و وزارة الثقافة والاعلام ، لتكوين لجنة قومية للتوثيق حتي نحكي التجربة من كل ابعادها وحتي ياتي اجيال وهم ملمين بماحدث وسيما وان معركة كرري لايُعرف عنها إلا القليل .
كواليس نكبة شمال الجزيرة :
في مٌعرض حديثه تقدم البروفيسور عبداللطيف البوني بجزيل شكره وتقديره الي جمعية إسناد بعطاءها الثر مشيرا الي اعتلاه لمنبرها الدوري للمرة الثالثة ، مما ساعده علي لملمة أفكاره لحوجته إلى سند فكري ، بعد توقفه عن الكتابة منذ مارس 2021 وقبل الحرب بعامين ، كاشفا عن توصله إلى أن مشروع الجزيرة تحول جهات ذات مصلحة بينه وبين عمرانه وأيضا العلة الثانية هي المزارع ن مما دفعه الي عقد سمنارات متعددة مع المزارعين توطئة للوصول إلى صيغة لإنجاح المشروع ، ولم يكتمل الامربسبب دخول الدعم السريع الذي بموجبه أصبحت الجزيرة تحت سيطرة الدعم السريع كاملة ، وعلى قرار هذه الحرب عمل أهالي الشهداء في مناطق السريحة والتكينة واللعوتة على إقامة نصب تذكاري لكل الشهداء ، ولكن عند وصول الكاتب الي بورسودان بدأ في سردية كاملة لما حدث في الجزيرة ، إلآ أنه كان غير راغب في نشر ما يكتبه ، بيد ان المقال قد تسرب رغم طوله حتى أصبحت ترند قرأوه الناس بفعالية.
وعن اسباب نشر المقال قال البروفيسور البوني : ( ان مدير دار المصورات للنشر طلب مني الكتابة عن الحرب وأشار إلى مقالي ولكن بعد فترة وجيزة أعدت الاتصال به بأن يكون الكتاب يمكن نشره عطفا على مقالات كٌتاب وإعلاميين تناولوا المقال . ووصف البوني الكتاب انه لا يمكن نسبه إلى التاريخ أو الجغرافيا لانه كتاب خام وشامل يحوي على كل صنوف الأدب وقد شملت التعاليق عددا المحيطين بالحدث بالإضافة إلى التعليقات التي كانت حول الكتاب. ، وتناول المقال الأستاذ محمد عثمان آدم الذي كتب مقالا باللغة الإنجليزية يحكس فيه هذه التجربة.
اسناد .. عطا ءلا ينقطع
الاستاذة اميرة الفاضل رئيس مجلس ادارة جمعية إسناد رحبت بالحضور وكشفت عن جاهزية إسناد لتدشين المزيد من الكتب في مقبل الايام ، وشكري يمتد للبروفيسور البوني الذي شاركنا في العديد من البرامج ، واسترجعت الاستاذة اميرة البدايات لجمعية إسناد حيث كان اهتمامها ينصب في تقديم المساعدات الانسانية للمحتاجين ، ولكن نظرا لاهمية الثقافة ودورها الكبيرافردوا المساحات لهذا المنتدي المنتدي الدوري.
وعن الكتاب اكدت الاستاذة اميرة اطلاعها الكامل عليه ، كاشفة عن انتمائها لمنطقة المعيلق شمال الجزيرة ، مبينة ان انسان الجزيرة هو انسان قومي يشده الحنين الي سرير بيته في حوش والده بالجزيرة ، وان الجزيرة هي سودان مصغرة ، ولدرجة ان الانتماء الي الجزيرة يصبح انتماء جغرافي ، ، لهذا تقول ان نظرتها الي الكتاب بنفس حجم الالم ، حيث وجدت بين طياته تعريفا بانسان الجزيرة والتعريف بلغته ، والتي تقتصر علي تعبيرات محلية تحتاج الي شرح ، و ان الكتاب عبر عن ماحدث في الحرب من خلال متابعتها لما حدث لاخواتها اثناء الحرب التي شهدتها ،وهي خارج السودان.
اما البعد الثاني للكتاب فتستطرد أ. اميرة أن الكاتب دعي الي توثيق علمي كما فعل الجبرتي الذي وثق لحملة نابليون علي مصر ، مؤكدة علي جاهزيتهم في إسناد لهذه التوثيقات ، واشارت الي تناول البوني للمستقبل حينما نادي بتوفير طاقة شمسية وبندقية لكل بيت سوداني ، بجانب حديثه عن الاقتصاد من خلال تناوله للثروة الزراعية والثروة الحيوانية ، واظهر الكاتب تقدم المجتمع في اثناء الحرب علي الدولة ويظهر ذلك جلياً من خلال العودة الي الديار بعد الحرب وتحمل المجتمع لذلك.
باللغة المحكية :
يقول الكاتب والناشر والمعلق الأساسي محمد الشيخ حسين : أن هذه الفكرة التي أوردها الأستاذ البروفيسور البوني
بنشر مقاله في الفيسبوك وجدت تجاوبا كبيرا وهذه ميزة كبيرة تحسب للكاتب الكبير ، ولكن إذا حللنا الكتاب نجد أن منطقة شمال الجزيرة هي عبارة عن قرى بائسة ، والحياة فيها ضعيفة ، والحواشات لا تعمل ، ومعظم أبناؤها يعملون في الخرطوم ، ويمكن أن المشكلة تكمن في أن خط السكة حديد الذي كان يصل حتى مدني ، توقف بعد إنشاء الطريق الإسفلتي مما ادي الي تقطع السبل بالقرى المجاورة .
واستطرد قائلا ان الكتاب مكتوب باللغة المحكية التي جذبت الناس بالإضافة إلى خلفية الكاتب الجامعية والصحفية ، فكأن الكاتب البوني ( بيونس فيك) ولهذا جاء الكتاب غير ممل في اللغة المحكية ، و ايضا لم يتحامل الكاتب على الدعم السريع علي الرغم من تحدثه عن الشهيد مهند الذي اغتالته المليشيا ، الكتاب خاوي من أي ضغينة ويحتاج إلى توسعة أكبر ، وان الكاتب بين بالتفاصيل ان الدعم السريع لم يكن يدري ماذا يريد ؟ ، والشاهد في هذه الحرب أن 650 ألف من الدعم السريع قتلوا في الخرطوم ، لهذا جعلت حرب السودان الجاني هو الضحية .
ويري حسين ان الكاتب تناول سكان الكنابي بحذر، علي الرغٌم من ان تاريخهم يمتد منذ عهد ونجت باشا ، وان وجودهم كان مربوطا باستهداف أجنبي استهدف السودان منذ وقت قديم .
أدب الحرب :
اما الكاتبة والإعلامية مني أبو زيد وصفت مقالات الكتاب بالصحافة الاستقصائية وأدب الحرب .وان مشاركتها في كتاب نكبة شمال الجزيرة ، استنادا لمعرفتها الكبيرة بالبروفيسور عبد اللطيف البوني أستاذها في الصحافة ،، وبنظرة عميقة تري الكاتبة ان البروف لم يتحدث عن نفسه بل عبر عن معاناة كل أهل الجزيرة بمجموعة انطباعات ، قادت كل قارئ من هؤلاء الكتاب الي التعقيب على المقال الذي يحكي عن الحرب ، مما يمهد لوصوله الي المكتبة السودانية والبحوث والدراسات بحسبانه مرجعية .
انتاج بعد صيام طويل :
من جانبه وصف البروفيسور إبراهيم الكتاب الذي صاغ مقدمته إبراهيم عبد الرحمن الصديق ، بأنه عبارة عن حكاية تولدت منها حكايات ، وأن الحكاية عنده بدأت قبل الحرب حيث كان علي موعد مع البروفيسور في ذات اليوم الذي اشتعلت فيه نار الحرب واصفا الأمر أشبه بيوم القيامة الذي يفر المرأة من أخيه ، ولان هذه الحرب تختلف عن كل حروب السودان باعتبارها حربا تستهدف كل السودان .
عليك ان لا تتوقف :
إنتقد عضو جمعية إسناد يوسف فرحان وهو من القراء المتابعين لكتابات البروفيسور عبداللطيف البوني توقفه عن الكتابة ، بجانب حصره لحرب السودان علي منطقة شمال الجزيرة ، سيما وهوكاتب قومي مؤثر يعرفه كل اهل السودان.
مراجعات في حروب السودان :
أما الصحفي ملاسي تسائل عن عدم تطرق المقال إلى بقية أسماء الإعلامين المساهمين في الكتاب ، ومشيرا الي ان حرب السودان في الجنوب تحتاج الي مراجعات.
رجل تعرفه كل بيوتات الجزيرة :
البروفيسور الشفاء عبدالقادر ابدت إستياءها من وصف شمال الجزيرة بالمناطق البائسة ، موضحة ان كل البيوت في الجزيرة تحتوي علي كل مقومات المدنية والحضارة والراحة ، وعن كتابات البروفيسور البوني اوضحت ان القارئ يجد نفسه في كل كتاباته لانه يتحدث باسم اهله ، واذا عاد الي الكتابة سيكتب باحساسه ، وبطريقته الجميلة المستغاة من لغة اهله مما يستوجب عودته للكتابة .
المنادين لعودته للكتابة
تقدم د/ عادل عبدالغني : بالشكر اجزله لجمعية إسناد علي رعايتها لمثل هذه المنابر ، وشكري يمتد للبروفيسور البوني ، وانا احد المتابعين له علي الفيسبوك ، و من المنادين لعودته للكتابة ، واطلب من الابنة واصله عباس توثيق الحرب في منطقة الجموعية ، والتوثيق هو تاكيد للحقائق ، وماقاله البوني ان لانكون اسيرين للانتقام والحرب ، وفي اشارة الي ما قاله وزير التنمية الاجتماعية ان نسبة الفقر ارتفعت الي 70% وهذه نسبة مخيفة تستوجب ان تكون هنالك جهود للعمل علي تخفيض هذه النسبة.
إنقلاب السحر علي الساحر :
الكاتبة الصحفية أمنة السيدح : تري حتي الان لم يتم توثيق للحرب منذ بدايتها ، مما يجعل هذا الكتاب بمثابة سبق صحفي ، وياتي في ظل عدم اهتمام قيادات الدولة بالاعلام الذي حوربنا به ، ولازالت الحربمستعه به ، ونحن لانستطيع اللحاق بهم ، ، مما يتطلب العمل علي توثيق لكل الحرب في السودان ، تقدمت السيدح بمقترح تتبني فيه جمعية ( إسناد ) جمع المعلومات وان يقوم كل منا بالتوثيق في اطار دائراته ، ، مشيرة الي ان ماحدث من تفاعل مع احداث الفاشر وتسليط الضؤ عليه ، يعود الي ان المليشيا هي من قامت بالتوثيق لجرائمها مما جعل العالم ضدها ، فانقلب السحر علي الساحر بما فعلوا .
دموع البوني في حضرة النزوح :
عبر بروفيسور البوني عن سعادته بكل ماقيل عن الكتاب ، مشيرا الي ظهور جوانب كانت غائبة عنه من خلال مداخلات المشاركين ، واكد قائلا : ( لقد حرصت علي ان تكون المقالة موضوعية ، وبعيدة عن الآلم الشخصية ، و لم استخدمت كلمة الدعم السريع فقط بحسبما هومعروف ،ولم يتمالك البروفيسور البوني دموعه عندما تطرق لما حدث لهم اثناء خروجهم من منطقته اللعوتة مما يجسد معني الالم والحزن
واوضح الكاتب ان الكتاب لم يدخل السودان بعد طباعته ،وقد نفذت كل النسخ التي عٌرضت في معرض الكتاب في الشارقة والرياض ، وبرر الكاتب تناوله للاحداث من زاوية منطقة شمال الجزيرة فيرجع ذلك الي ان المنطقة تعتبر دراسة حالة فرضها الواقع ، ولاجل توسيع مظلة الكتاب بحرص يُظهرالتباين في التجربة باختلافها من قرية الي قرية ، كون الكاتب العديد من اللجان للتوثيق لهذه الحرب مؤكدا علي وجود شغف للتوثيق ولكن فقط يحتاجون الي جهات تتبني ذلك ، ويحتاجون الي متابعات اكثر من الماديات وقد اتصلت بالعديد من الاخوان للتعقيب ولكن لم يستجب الا البعض ، وقد اثار ذلك حفيظة بعض اهالي القري الذين لم اذكرهم في الكتاب .
ولهذا عمد الكاتب الي استكتاب البعض عن مجريات الحرب في قري الجزيرة ، وقد قام احدهم بعمل احصائية لكل المفقودات والمنهوبات من الاهالي ،وهذه فكرة جديدة لم يتطرق لها الكاتب.


