حوار
أخر الأخبار

مفوض العون الإنساني بالنيل الأبيض : الوضع الإنساني معقد والنيل الأبيض تأوي مواطني (11) ولاية 

” نادو نيوز “ : نفيسة وادي 

 

حرب الخامسة عشر من أبريل، التي إنطلقت شرارتها فى العاصمة السودانية الخرطوم، و إنتشرت في معظم الولايات كإنتشار النار في الهشيم أفرزت واقع مؤلم لسكان العاصمة والولايات وأجبرت جلهم علي الهرب من فحيحها وويلاتها نحو الولايات الآمنة تاركين خلفهم كل ما يملكون من متاع وممتلكاتهم وزكريات ، ويتجهون إلى مصير مجهول هائمين بين القرى والمدن بالأقاليم إلا أن بعض الولايات فتحت أذرعها للفارين ومد (بنيها) أيديهم بيضاء لأخوتهم من بينها ولاية النيل الأبيض التي كانت قبلة للفارين من (11) ولاية وقدمت إنموذجا متفردا في إكرام النازحين الذين أطلقوا عليهم أسم ” الوافدين ” إكراما لهم وكان شباب الولاية من محبي العمل الطوعي كخلية النحل في خدمة الوافدين، وفي مقدمتهم الأستاذ محمد إدريس الشيخ ربان مفوضة العون الإنساني، الذي حرص علي زرع البسمة في وجوه المفجوعين الفارين من الحرب .

صحيفة “نادو نيوز” الإلكترونية جلست إليه في حوار إتسم بالشفافية والوضوح جاوب علي كثير من القضايا.

 

الحرب أفرزت واقع جديد في السودان ألقى أعباء كبيرة على الولايات الآمنة خاصة ولاية النيل الأبيض التي تأوي أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين كيف تم التعامل معهم ؟ 

بالتأكيد حرب الخامس عشر من أبريل كان تحول كبير جدا على مستوى السودان ككل وعلى مستوى ولاية النيل بصورة خاصة لأن الولاية هى الآن آمنة ومطمأنة وهى أقرب ولاية للخرطوم، ومتاخمة لولايات كردفان ودارفور، وهى الآن تأوي مواطنين وفدوا إليها من (11) ولاية وهي ولاية الخرطوم وولايات دارفور الخمس وولايات كردفان الثلاث وولاية النيل الأزرق وجزء من ولاية الجزيرة، وهذا العدد الكبير الآن تدافع نحو ولاية النيل الأبيض، وخلق وضع إنساني معقد خاصة وأن الولاية بها أكبر عدد من اللاجئين من دولة جنوب السودان يقدر عددهم بحوالي(5) ألف لاجئ بمعسكرات محليتي السلام والجبلين بالإضافة لآلاف اللاجئين الجنوبيين ويقطون وسط المواطنين بالولاية لذلك أصبح الوضع مقعدا جدا أفرز واقع يحتاج إلى وقفة .

مادور مجتمع ولاية النيل الأبيض تجاه الوافدين واللاجئين؟ 

في تقديري أن مجتمع ولاية النيل الأبيض الذي حللناه وجدناه في غالبيته أو السواد الأعظم منه مجتمع ريفي ،والمجتمع الريفي معروفة عنه الشهامة والكرم والتكافل، التعاضد والتآلف لذلك إحتضن معظم الوافدين إلى هذه الولاية، في تكافل غير مسبوق خفف وطأة النزوح على هذه الأسر.

كيف يتم التعامل مع هذا الكم الهائل من اللاجئين والوافدين بالولاية خاصة في تقديم الخدمات ؟

السند الحقيقي الآن هو المجتمع وتكافل وتعاضد المجتمع خفف هذه الأزمة بالإضافة لإسناد الخيريين والمنظمات الوطنية التي تعمل بكل جهد وتفاني بجانب الدعم المقدم من حكومة ولاية النيل الأبيض، والمنظمات الوطنية و الأجنبية بالإضافة للإغاثات والإعانات التي تأتي عبر اللجنة العليا للعمل الإنساني من المركز.وكل هذه الجهود تتضافر مع بعضها البعض لإحتواء هذه الأزمة. 

مفوضية العون الإنساني بالولاية يقع علي عاتقها عبء كبير جدا فى عملية حصر الوافدين واللاجئين وتقديم الخدمات لهم هل هنالك إحصائيات دقيقة للوافدين ؟ 

حقيقة الأعداد كبيرة جدا ويصعب أن يكون هنالك إحصائيات دقيقة لسبب واحد وهو الآن الدخول على رأس كل ساعة لذلك لا نستطيع الحصر الدقيق ونتيجة الأحداث الأخيرة التي وقعت مؤخرا في جبل أولياء الولاية تشهد دخول للوافدين غير مسبوق علي شمال الولاية بالإضافة للأحداث التي وقعت في ود عشانا وأم روابة، أدت إلى دخول أعداد كبيرة جدا عبر محلية تندلتي لذلك التدافع الكبير جعل الإحصائية غير دقيقة. 

عفوا للمقاطعة السيد المفوض ولكن لابد من وضع إستراتيجية لحصر الوافدين حتي نستطيع تقديم الخدمات لهم؟

الآن الحصر عبر الرعاية الإجتماعية فى كل محليات الولاية، وهو حصر إلكتروني يوضح أعداد النازحين الداخلين إلى الولاية

هل دور المفوضية محصور في تقديم الخدمات اللوجستية فقط أم هنالك خدمات أخرى تقدم للوافدين واللاجئين؟ 

أكبر الخدمات التي تقدم الآن عبر المجتمع بإسناد الخيرين، بالإضافة لوكالات الأمم المتحدة الآن تقوم بدور كبير ولدينا برنامج الغداء العالمي يقوم بتقديم سلة غذائية لكل فرد يسكن بدور الإيواء شهريا وبنسبة تغطية 100% ومنذ نوفمبر الماضي إلتزام برنامج الغذاء العالمي بتقديم سلة لكل نازح وسط المجتمع، وستكون التغطية للنازحين بنسبة 100% بدور الإيواء والمجتمع المستضيف بالإضافة لجهود المنظمات التي تدخلت عبر الدعم النقدي والسلال الغذائية، وحتي اللحوم تم توزيعها على مراكز الإيواء ونحن نعتقد أن هنالك إسناد قوي لمراكز الإيواء تحديدا.

نسمع طحين لكن لا نري دقيق : هنالك كم هائل من المنظمات بالولاية ولكن هنالك شكاوى من ضعف تدخل المنظمات؟ 

لا نستطيع أن نقول ذلك بالمعنى الواضح والصريح بل نقول ان المنظمات مجتهدة معنا فى كل المجالات والآن نحن دشنا قوافل إلى محليات الولاية المختلفة ويوجد إسناد قوي من المنظمات.

نحن وجهنا نداء عبر كل الوسائط للمنظمات الأجنبية لسد الفجوة الإنسانية بولاية النيل الأبيض لأن الحوجة كبيرة ونحن نريد أن تضاعف المنظمات من الفند القادم إليها حتي تستوعب حجم الوضع الإنساني في الولاية. 

هل تقديم المساعدات محصور على الوافدين داخل مراكز الإيواء فقط؟ 

لا أبدآ نحن الآن مستهدفين في المرحلة الأولى (269)ألف من الفقراء فى الولاية بنسبة تغطية 100% لعدد سلة غذائية من برنامج الغذاء العالمي لكل أسرة من هذه الأسر بالإضافة للتدخلات وسط الضعفاء والمساكين وهذا غير التدخل الحكومي، وديوان الزكاة له دور كبير في هذه المسألة و”شال الشيلة” وحكومة ولاية النيل الأبيض وزعت سلة لكل العاملين بالولاية والتي بلغت حوالي 33ألف عامل بالولاية. 

هل هنالك إستجابة من المنظمات للتدخل؟ 

توجد مقترحات الآن قدمت و تم لفت نظر المانحين لهذه المسألة وكل الميزانيات حولت إلى ميزانيات طواريء، لأن المسألة جاءت فجأة ومعظم ميزانيات المنظمات كانت موضوعة للعام 2023م وفق خطة محددة لذلك تحتاج المنظمات إلى مراجعة .

حتي الآن البدائل هي مراكز الإيواء، وكل من جاء إلينا آويناه في المؤسسات، وهنالك بعض المنظمات تقوم بصيانة بعض المنازل وتوسعتها وهذه أيضا تقوم بالمساعدة في الإيواء خاصة للذين يقطنون مع ذويهم وأسرهم كبيرة.

بلا شك هنالك خدمات مشتركة في المياه والصحة،والتعليم والآن أي خدمة تقدم يستفيد منها النازحين والمجتمع المستضيف لأنهم هم يتقاسمون الخدمات، أما المعسكرات تتم الصيانات والمراحيض وتوفير البيئة الصحية المناسبة ،بالإضافة للعيادات المتحركة وغيرها من الخدمات .

كيف يتم توزيع حصص الإغاثة للولايات؟

هذه سياسات الدولة العليا وهنالك لجنة مكونة علي المستوي الإتحادي وهي تقدر حوجة الولايات لذلك الأولوية للولايات الأكثر ضرراً من هذه الحرب.

هل حصة ولاية النيل الأبيض كافية خاصة وأنها تأوي أكثر من عشرة ولايات ؟ 

ليس هنالك حصص معلومة ولكن اللجنة تقوم بالتوزيع حسب الحوجة وحسب المتاح .

هل هنالك صعوبات تواجه عمل المفوضية؟ 

بالتأكيد هنالك صعوبات منها الأعداد الكبيرة للوافدين والدخول اليومي للنازحين، وهي أكبر التحديات وتتمثل في المأكل والمشرب والإيواء وهذه صعوبات تواجه المفوضية وحكومة الولاية و النيل الأبيض تشهد تدفق كبير للنازحين واللاجئين وهم الآن في معسكر خور أجول والولاية لها خصوصية من بين ولايات السودان ونتمني من الاخوة في اللجنة العليا أن ينتبهوا لهذه المسألة ونطالب المانحين من دول العالم والمنظمات أن تزيد ميزانيات الولايات للعام 2024م حتي تستوعب الكم الهائل من اللاجئين والوافدين بالولاية واللاجئين من دولة الجنوب الموجودين في الأحياء شاركوا المجتمع في كل الخدمات وهذا شكل عبء علي الولاية.

ماذا تقول لأبناء كوستي الذين يعشقون كوستي بجنون ومدوا أيديهم بيضاء للوافدين ؟وسخر وا أنفسهم لخدمة الوافدين؟ 

نقول ديل ” تسربوا في مسارب الروح وبقوا كلي” .

كلمة أخيرة؟ 

العمل الإنساني عمل كبير ومفوضية العون الإنساني تريد أن أي شخص يرتاد المفوضية وهو يحس بالضيم أن يخرج من المفوضية وهو مرتاح وعلى وجهه الإبتسامة وهذا أهم شئ .

ونريد أن نجعل إنسان الولاية إنسان سعيد رغم الظروف حتي ولو بالكلمة الطيبة، ونقدر الوضع والظرف النفسي والضغط الكبير للوافدين لهذه الولاية ونسعي لرسم الإبتسامة لكل نازح وبكل ما نملك. 

كما أشكر صحيفة نادو نيوز الإلكترونية التي سجلت زيارة لنا في دارنا وفتحت لنا أبواب النقاش حول قضايا متعددة وهامة نتمنى لكم التوفيق والنجاح.

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..
زر الذهاب إلى الأعلى