أعمدة رأي

نزوح بلا نهاية وإلى المجهول

اوراق: نازك الشوش

قد سمع العالم الكثير والكثير من قصص النزوح التي شهِدتها مدن وقرى شرق الجزيرة ، قصص وحكاياتُ نسمعها بتفاصيل طويلة بهِا ما هو صحيح وبها ما هو وهمي يتماشى مع القصة ..ولكن هنا سنروي تفاصيل نزوح من فمِ رجل عاش معاناة كل كلمة شهِدها هذا العمود بتفاصيل نزوح مأساوية بفمهِ ونيابة عن من تخزِلةُ لُغتهِ ليُعبر عن ما حدث .. فروى قائلاً : كانت البداية في يوم الإثنين 21 أكتوبر ” تسليم كيكل للجيش ” ومن هنا كانت البداية التي أدت إلى النهاية في مدن وقرى شرق الجزيرة

بدأت الأحداث بمدينة تمبول حيث دارت معركة حامية الوسيط استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة وأزداد الأمر سوءً في صباح اليوم التالي ” الثلاثاء ” شهد هذا اليوم المعركة الكبرى منذ الصباح وحتى المساء ،لم تنقطع أصوات الرصاص والأسلحة الثقيلة ولم نكتف بهذا فقط حيث هاجم مرتزقة الدعم السريع كل القرى قتلاً وتنكيلاً وضرباً للرجال والنساء والأطفال بحثاً عن الذهب والمال والسيارات ” والنساء خاصة ” ومن هنا كانت بداية النزوح المر خوفاً على أنفسنا وأعراضنا ، عند خروجنا من ” قرية عد الحاج ” متجهين إلى ” قرية السيال ” ثم اتجهنا إلى ” مسيد الشيخ بابكر” ومنها إلى” زرقة ” مروراً ” بود ابو عاقلة ” مسافاتٍ طوال ما يُقارب الأربعين كيلو مترات مشّياً بالأرجل وأقل ما يُقال عن هذةِ المعاناة ( شريط من البشر كباراً وصغاراً ونساءً وكميات هائلة من كارو الحمار عليها البسيط من الأغراض والعجزة والمسنين والمُقعدين وأصحاب الحالات الخاصة فكان المشهد أشد قسوة لناظريهِ ، فعلى مد البصر جموع تزرف الدموع على عزيز قُتل واستشهد وأخر مجروح على ظهر الكارو ، وأخر مفقود ، وهناك تنظر لدموع أم فقدت طفلها من بين قرية وقرية ، وأخرى تبكي على أبيها المأسور، وهناك أخ أُخذت أُختهِ من أمام عينيهِ وحكاوي لم نسمعها حتى في أرض غزة ، وصلنا إلى منطقة شبة أمنة تُسمى ” الطندب ” منطقة وسط لجميع المناطق المتضررة من تلك الإنتهاكات فتلك المنطقة لم يمل أهلها من استقبال النازحين من أكل وشرب ..الخ واتبعنا السير من قرية لقرية بجميع التفاصيل المؤلمة التي لكم ان تتخيلوها حتى ” ابو دليق ” ومنها إلى محلية شندي . كل هذه الجموع تحتاج إلى تدخل دولي إسلامي، وبلسان كل سوداني طُرد من منزلهِ قسراً أرسلوا لنا ناقلات تُخرجنا من مناطق المرتزقة ، أبنوا لنا مخيمات لجوء ، أغيثونا فنحن نُقتل على يد الدعم السريع ، نحن” نخسر “لا نتحدث عن خسارة الذهب ولا الأموال ولا عن البيوت نتحدث عن أرواح تُهلك على يد هؤلاء الغُزاء ، إبادات جماعية ، قتل للأطفال ، ضرب ، إهانة للرجال ،حجز للنساء .

ختاماً :-

من شرق الجزيرة لكل إنسان حر إلى الأمم المتحدة، منظمة العالم الإسلامي ، ومنظمة حقوق الإنسان، جامعة الدول العربية إلى السودانيين في مشارق الأرض ومغاربها.

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى