قٌصاصات تطوعية
أخر الأخبار

حكاية الطبيبة لي قاهرة المستحيل، تسير نحو الإنسانية بلا قدمين

وكالات

في قلب جبال “تشونغتشينغ” بجنوب غرب الصين، وفي قرية صغيرة تُدعى “واديان“، تعيش امرأة أصبحت رمزًا للصبر والعطاء رغم المعاناة القاسية التي عاشتها منذ نعومة أظافرها. اسمها لي جوهونغ، وُلدت عام 1981، وذاع صيتها في الصين وخارجها بفضل روحها الجبارة وتفانيها في خدمة مجتمعها.

كانت لي في الرابعة من عمرها فقط عندما تغير كل شيء في لحظة مأساوية. بينما كانت تسير على طريق جبلي خارج قريتها، صد*متها شاحنة مسرعة. نجا جسدها الصغير من الموت، لكن ساقيها لم تنجوا. بُترت قدماها، ولم يتبقَ منهما سوى جذوع لا يتعدى طولها 3 سنتيمترات. خيم الحزن على أسرتها، لكن والدها رفض الاستسلام. صنع لها كرسِيَّين خشبيَّين صغيرين لتساعدها على الحركة والجلوس، وكانا أشبه بجناحين لطفل جريح.

كبرت لي، وكبرت معها عزيمتها. كانت تتنقل على يديها، تارة تزحف، وتارة تُسند نفسها على الكرسيَّين، لكنها لم تتوقف عن الحلم. كانت تحلم أن تتعلم، أن تعيش، وأن تُداوي. رغم كل الصعاب، أكملت دراستها الثانوية، بدعم من أهل قريتها وأسرتها، ودخلت كلية الطب بإرادة من فولاذ. كانت تقول دومًا:
أنا لم أنجُ من الموت فقط، بل نجوت من اليأس، وأنا مدينة لكل من ساعدني. المرضى يحتاجون إلى من يفهم آلاَمهم، وأنا أشعر بهم، لأنني عشت الألم.”

وعندما تخرّجت، لم تختر العيش في المدن أو فتح عيادة فخمة. عادت إلى قريتها الصغيرة، حيث لا طبيب غيرها، ولا مستشفى قريب. هناك، على مدار 17 عامًا، داوت لي آلاف المرضى، زحفت على يديها في الطين وتحت المطر لتصل إلى منازلهم، ولم تتردد يومًا في تقديم العلاج مجانًا لمن لا يملك المال. وضعت لنفسها ثلاث قواعد مقدسة:

1. أن تستقبل كل مريض بابتسامة دافئة.
2. أن تعد طعامًا لكبار السن والأطفال المحتاجين.
3. ألا تأخذ أجرًا إلا لمن يستطيع الدفع.

وفي سبتمبر 2018، وكأن القدر قرر أن يختبرها من جديد، تم تشخيصها بورم في الدماغ. لكنها لم تنكسر، بل واجهت المرض بنفس الابتسامة والإصرار، وقالت:
لن أستسلم، لقد عبرت الكثير، وسأعبر هذا أيضًا، بفضل حب أهل قريتي.”

قصة لي جوهونغ تجاوزت حدود قريتها، وانتشرت في جميع أنحاء الصين، لتُصبح مصدر إلهام لملايين الناس. لم تكن فقط طبيبة، بل كانت إنسانة عظيمة، علمتنا أن الجسد قد يُقيد، لكن الروح لا تُهزم أبدًا إذا امتلأت بالحب والعزيمة.

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى