حكاية الطبيب باولو الذي أكد على أن مهنة الطبّ ليس تجارة… بل رسالة.
وكالات

في مدينة بلومفونتين بجنوب إفريقيا، حيث أصبحت العيادات حصونًا لا يدخلها إلا الأثرياء، وُجد رجل قلب المعادلة تمامًا…
لا بأحدث الأجهزة، ولا بوصفات سحرية، بل بما هو أندر من ذلك: بإنسانيةٍ خالصة.
اسمه: الدكتور باولو دي فالدوليروس.
لكن ما فعله هذا الطبيب لم يبدأ في غرفة الفحص، بل بدأ بحلمٍ دفنه لسنوات… ثم عاد لينبض من جديد.
في سن الخامسة والأربعين، بينما كان أقرانه يخططون للتقاعد، كان هو يضع أول خطوة في طريقٍ شاقٍ وطويل:
الالتحاق بكلية الطب.
وسط طلاب يصغرونه بعشرين عامًا، جلس على مقاعد الدراسة… بوجه تملؤه الحماسة فحسب، وعزيمة لا تعرف الانكسار.
ركض خلف المحاضرات، سهر الليالي، كافح الصعاب، حتى نال شهادته في الحادية والخمسين.
لكنه لم يكن يحلم بلقب “طبيب” فقط… كان يريد أن يُحدث فرقًا.
ففتح عيادته الصغيرة، لا في حي راقٍ، بل في قلب الحاجة.
ووضع على بابها قانونًا بسيطًا، لكنه ثوريٌّ في معناه:
لا مواعيد
لا تأمين
لا تسعيرة ثابتة
ادفع ما تستطيع…
خمسمئة راند؟ مرحبًا بك.
عشرة؟ أهلاً وسهلاً.
لا تملك شيئًا؟ ستُعالج كما لو كنت أغنى من في المدينة.
في عيادة الدكتور باولو، لا يُسأل المريض “كم لديك؟”… بل يُسأل فقط:
“ماذا يؤلمك؟”
فقراء، عاطلون، أمهات وحيدات، عمال مُنهكون… كل من لفظتهم الحياة، وجدوا عنده ما هو أثمن من الدواء: الكرامة.
لقد عالج الأجساد، نعم…
لكنه أيضًا ضمد القلوب المكسورة، وأعاد الإيمان بمهنة كاد الجشع يُفسد روحها.
#العبرة:
الدكتور باولو لم يكن بحاجة لبداية مبكرة… كان بحاجة لصدق النية.
لم يكن مليونيرًا… لكنه أعطى من قلبه، فصار أغنى من كثيرين.
في عالمٍ يُقاس فيه النجاح بالربح، جاء هذا الطبيب ليذكّرنا أن:
الطبّ ليس تجارة… بل رسالة.
والعطاء الحقيقي لا يُقاس بما في الجيب… بل بما في القلب.