أعمدة رأي
أخر الأخبار

مشروع العودة الطوعية اخر مسمار في نعش مخططات المليشيا الاماراتية

يكتبها : محمد بابكر

 

في قلب المشهد السوداني تبرز ظاهرة تحمل في طياتها بذور الهزيمة لمشروع الفوضى والتمزيق الذي قادته دولة الإمارات ومن ورائها دول الاستكبار(أمريكا _إسرائيل_بريطانيا) في السودان.

مشروع العودة الطوعية الذي قامت به منظومة الصناعات الدفاعية يبدو في ظاهره حركة إنسانية طبيعية الا انه في جوهره فعل مقاومة سياسي واستراتيجي أربك حسابات ميليشيا الدعم السريع الإرهابية ومن يتحكم فيهم ومن يقف خلفها من متعاونين محليين وداعمين خارجيين.

بدأت قوافل العودة الطوعية بالتحرك من دول اللجوء من مصر الشقيقة ومدن النزوح مثل بورتسودان نحو المناطق التي استعاد تها القوات المسلحة السودانية وسيطرت عليها مثل ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة.

هذه العودة تمثل ضربة قاصمة لمشروع الميليشيا القائم على التهجير القسري وتغيير هوية الأرض.

أخطر أهداف الميليشيا الإرهابية هو إحداث تغيير ديموغرافي ممنهج في مناطق الصراع خاصة في الخرطوم َودارفور والجزيرة.

عودة السكان الأصليين إلى ديارهم تقطع الطريق على هذا المخطط وتؤكد على تمسك الشعب بأرضه وهويته

بنت الميليشيا وداعموها سردية إعلامية تدعي أنها تقاتل من أجل الديمقراطية أو ضد الفلول لكن عودة المواطنين بشكل عفوي وجماعي إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة تكشف زيف هذه الادعاءات. بل إنها بمثابة استفتاء شعبي عفوي يظهر بوضوح من هو الطرف الذي يمثل الملاذ الآمن للمواطن ومن هو مصدر الإرهاب والتهجير.

هذا المشهد يفضح الميليشيا أمام العالم ويجردها من أي غطاء سياسي أو شعبي تحاول التستر به.

لقد حرصت الميليشيا على تدمير أدوات الإثبات مثل السجل المدني لكنها لم تستطع محو ذاكرة ملايين الشهود.

عودة السكان تعني عودة الحياة إنها الخطوة الأولى نحو إعادة تشغيل الخدمات وإحياء الأسواق وزراعة الأراضي وإعادة بناء الدولة من قاعدتها الشعبية.

هذا التعافي يقوض اقتصاد الحرب الذي تعتاش عليه الميليشيا وشبكاتها من خلال النهب والسيطرة على الموارد في المناطق الخالية من السكان.

نجاح الدولة في تأمين مواطنيها وإعادة إعمار المناطق المحررة يمثل انتصاراً للدولة الوطنية وهزيمة لمشروع الفوضى.

مشهد عودة الأسر إلى منازلها التي هجرتها قسراً حتى لو كانت مدمرة يمثل رسالة تحد وصمود ترفع الروح المعنوية للشعب السوداني بأكمله وللقوات المسلحة.

مشروع العودة الطوعية عبر الحافلات والقطارات يؤكد أن إرادة الحياة أقوى من آلة الموت والدمار وأن التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة السودانية لم تذهب سدى. هذا الانتصار المعنوي لا يقل أهمية عن الانتصار العسكري لأنه يعيد اللحمة بين الشعب وجيشه ويحصن الجبهة الداخلية ضد محاولات الاختراق والفتنة.

إن عودة المواطن السوداني إلى أرضه ليست مجرد نهاية لمأساة النزوح بل هي بداية لهزيمة مشروع الميليشيا الإرهابية ومن عاونها. كل حافلة تقل العائدين هي مسمار في نعش مخطط التفتيت والتغيير الديموغرافي.

برغم حجم الدمار والتحديات الهائلة فإن إصرار السودانيين على العودة يثبت أن ارتباط الإنسان بأرضه أقوى من أي سلاح وأن إرادة الشعوب في البقاء هي التي تكتب الكلمة الأخيرة في تاريخ الأوطان.

تستغل الأطراف المعادية للسودان سواء كانت داخلية مثل مليشيا قوات الدعم السريع أو جهات خارجية داعمة لها أزمة النزوح كورقة ضغط سياسية وإعلامية. تُستخدم معاناة النازحين لتصوير الحكومة أو الجيش السوداني بالعجز عن حماية مواطنيه وللمطالبة بتدخلات دولية أو فرض تسويات سياسية تخدم أجندات تلك الأطراف.

نجاح العودة الطوعية خاصة إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش يسحب هذه الورقة ويظهر استعادة الدولة لقدرتها على توفير الأمن.

عودة السكان إلى مناطق سيطرة الجيش يظهر انحياز المواطنين لقواته المسلحة للدولة ولمؤسساته مما يقوض شرعية مليشيا الدعم السريع المزعومة.

في مناطق مثل دارفور أدت الحرب إلى نزوح قسري وتغيير ديموغرافي ممنهج. عودة السكان الأصليين إلى قراهم وأراضيهم تعني استعادة التوازن السكاني الذي كان قائماً قبل النزاع، وهو ما يهدد المكاسب التي حققتها الميليشيات والجماعات المرتبطة بها والتي استولت على أراضي النازحين.

أي حل سياسي مستقبلي سيعتمد على الواقع الديموغرافي على الأرض.

عودة النازحين تعزز موقف المجتمعات المتضررة في أي مفاوضات حول تقسيم السلطة، الثروة وملكية الأراضي وتمنع فرض أمر واقع جديد يخدم مصالح “العملاء” المحليين وداعميهم.

عودة المواطنين تعني عودة الحياة الاقتصادية والزراعية إلى المناطق التي استعادتها القوات المسلحة. هذا الانتعاش الاقتصادي يعزز من قوة الدولة واستقرارها ويقلل من اعتماد المواطنين على المساعدات المشروطة.

عودة السكان تسلط الضوء على حجم الدمار الممنهج للبنية التحتية والمنازل مما يفضح الطبيعة التخريبية لهذه القوات أمام المجتمع الدولي.

مليشيا الدعم السريع من خلال الحصار والهجمات الوحشية على الفاشر تعمد علي إفراغها من سكانها وتحويلها إلى مدن أشباح لفرض السيطرة الكاملة. نجاح العودة الطوعية إلى أي منطقة يمثل فشلاً ذريعاً لهذه الاستراتيجية ويظهر صمود المجتمع والدولة.

كل عودة ناجحة هي بمثابة بناء جسر من الثقة بين المواطن والدولة. هذا التعافي الاجتماعي والنفسي هو أكثر ما يخشاه أعداء السودان وماأكثر الصراخ الذي سمعناه من أحزاب قحت وتقدم وتاسيس عند عودة المواطنين للعاصمة الخرطوم.

لأن شعباً موحداً وواثقاً في دولته هو العقبة الأكبر أمام مشاريع التفتيت والتقسيم.

باختصار نجاح العودة الطوعية ليس مجرد انتصار إنساني، بل هو هزيمة استراتيجية وسياسية وإعلامية للأطراف التي بنت نفوذها على استمرار الصراع ومعاناة الشعب السوداني إنه يمثل بداية التعافي الوطني الحقيقي وهو ما يتعارض مع مصالح وأهداف تلك الأطراف وعملائها.

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى