أعمدة رأي
أخر الأخبار

مفوضية العون الإنساني بولاية سنار… عماد الوطن

محمد زيادة الطيب

 

منذ أن فرضت مليشا الجنجويد وقحت الحرب على الشعب السوداني وقواته المسلحة الباسلة المجاهدة الصامدة ، دخلت ولاية سنار نفقاً مظلماً بين خراب شامل وأمل يتأرجح على أطراف الزمن. في قلب هذه العاصفة، ارتفعت مفوضية العون الإنساني كركيزة صامدة، ثابتة لا تهتز، تحمل رسالة الإنسانية بلا تردد، تطرق أبواب الألم، تفتح المخيمات، تحمّل الزاد للفارين من الحرب، وتعيد للنازحين شعورهم بأن الوطن حيّ وأن الضمير لم يمت بعد.

لم تنتظر المفوضية إشادةً، ولم تتأخر عن التحرك نحو خطوط الصراع: الأسر المشرّدة، القرى المحترقة، المخيمات التي تحولت إلى مدن من الخوف. كوادرها كانت حاضرة بلا كلل، تتحرك بين البشر والليل والغبار، تمد الزاد، تفتح المأوى، تمسح عن الوجوه آثار القلق والخوف، وتثبت أن الإنسانية أقوى من كل تهديد وكل فوضى.

مع تدفق موجات النازحين من الخرطوم والجزيرة، إلى ولاية سنار تحوّلت المفوضية إلى جناح يقظ لا ينام، يدفع بالكرامة أمام الخطر، ويجعل من العمل الإنساني رسالة تتجاوز السياسة والمصالح. قدمت عدة مرات مواد تموينية لأسر شهداء معركة الكرامة، وقدمت دعماً سخياً لجرحى العمليات، مؤكدة أن التضامن والوفاء هما خط الدفاع الأخير عن قيم الوطن.

 

المفوضية أوجعت مليشا الجنجويد وجناحهم السياسي قحت حين تحركت بثبات، قدّمت المساعدات في خندق الإنسانية، وأثبتت أن العمل المدني النزيه قادر على محاصرة الفوضى وتقويض خطط التدمير، وإعادة شعور المواطنين بالقوة والدولة.

في معركة الكرامة، لم تكن المفوضية مجرد شاهد صامت، بل جناحاً مدنياً يحمي ظهر المجتمع فيما تحمي القوات المسلحة ظهر الوطن. عملها هادئ لكنه صاخب في أثره: إعادة توازن، تخفيف المعاناة، وإثبات أن المؤسسات النزيهة تصمد وسط الخراب والفوضى.

لكن الطريق لم يكن سالكاً بلا شوك. اليوم تواجه المفوضية استهدافاً منظماً، يطال مؤسستها وكل من يعمل فيها، محاولة لإطفاء نورها وإسكات صوتها الصادق. ولم يقتصر الاستهداف على المؤسسة، بل طال رأسها مفوّض العون الإنساني بولاية سنار؛ الرجل الذي شهد له كل أهل الولاية بعفّة اليد، وصدق اللسان، ورفعة الخلق. يتفقد النازحين شخصياً، يقود الفريق بإخلاص وهدوء، نموذج نادر للنزاهة وسط الفوضى والمصالح المتشابكة.

النماذج النزيهة دوماً مستهدفة؛ النزاهة تزعج، والثبات يثير الخوف. لكن شهادات الناس تحجب كل محاولات التشويه. حضوره الدائم، عمله المخلص، صموده بلا كلل، كلها رسائل أصدق من أي كلمات: أن الخير باقٍ، وأن الضمير حي، وأن العمل النزيه قادر على مقاومة العواصف.

الدفاع عن المفوضية ومفوّضها ليس دفاعاً عن شخص، بل عن قيمة وطنية عليا: نزاهة الإدارة، إخلاص العمل، وثبات الضمير في لحظات الانكسار. الدولة لا تنهض بالسلاح وحده، بل تنهض بمن يعيد البناء، ويزرع الأمل وسط الخراب، ويحمي ما تبقى من روح وطنية.

ومفوضية العون الإنساني بسنار، بقيادتها وكوادرها، ستظل ركناً صامداً، يدًا تمد الأمل، صوتاً يذكّر أن الوطن ما زال يحتفظ بأبنائه الشرفاء الذين يقفون في وجه الفوضى والدمار، صادقين، صامدين، ومخلصين، ماضين في أداء واجبهم الوطني بضمير حيّ لا يلين.

هكذا تختتم المفوضية رسالتها بروح لا تعرف التراجع، وبإرادة تصطدم بكل عاصفة، لتثبت أن العمل الإنساني رسالة، والوفاء للوطن واجب، وأن الإرادة الصادقة لا تُقهر مهما تكالبت الأزمات.

 

 

 

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى