أعمدة رأي
أخر الأخبار

أطفال بلا سند.. من دار المايقوما من مدرسة أشكيت: معاناة في صمت”.

 بقلم: مشاعر محمود عبده

 

 

في مشهد يلخص قسوة الحرب السودانية وانعدام الرحمة، نزح عدد من أطفال دار المايقوما – أولئك الذين وُلدوا بلا سند أسري – من ولاية الخرطوم إلى مدينة حلفا الجديدة بشرق السودان ولاية كسلا، بعد أن داهمهم الرصاص والدخان في مقر إقامتهم. لكن النزوح لم يكن نهاية المأساة، بل كان بداية لمعاناة جديدة، عنوانها الإهمال الكامل وغياب أي دعم رسمي أو مجتمعي.

هؤلاء الأطفال، الذين يُفترض أن تتكفل الدولة والمجتمع بحمايتهم وتوفير حياة كريمة لهم، وجدوا أنفسهم محشورين في مدرسة أشكيت، بحلفا الجديدة وهي مبنى لا يصلح للسكن، ناهيك عن كونه مأوى لأطفال في عمر الزهور. يعيشون هناك في ظروف مأساوية: انعدام الغذاء الكافي، انعدام الملابس المناسبة، وغياب الرعاية الصحية تمامًا.

 

ورغم مرور شهور على نزوحهم، لم تظهر أي جهة حكومية أو منظمة إنسانية كبرى لتأخذ بيد هؤلاء الأطفال أو حتى توفر لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة. لا تتوفر الرعاية النفسية، ولا تتوفر الحماية اللازمة، مما يترك هؤلاء الأطفال عرضة للمرض، والانهيار النفسي، والاستغلال.

من المؤلم أن يتحول أطفال دار المايقوما، الذين بدأت حياتهم بالحرمان من الأسرة، إلى ضحايا حرب لا ذنب لهم فيها، في ظل صمت الدولة والمجتمع. إنهم لا يملكون من أمرهم شيئًا، ولا صوت لهم يُسمع، ويبدو أن لا أحد ينظر إليهم كأرواح لها حق الحياة، بل مجرد أرقام في قوائم منسية.

أين المنظمات الإنسانية؟ أين الجهات المختصة بالطفولة؟ أين الدولة من واجبها الأخلاقي والإنساني والقانوني تجاه أطفال يُفترض أنهم مسؤوليتها الأولى؟

إن بقاء هؤلاء الأطفال في هذا الوضع المأساوي، هو جريمة في حق الطفولة والإنسانية، ووصمة عار على جبين كل من يملك القدرة على الفعل واختار الصمت.

Seafr Alinsania

(سِفر الإنسانية) ، صحيفة للخير والعطاء دون رياء ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تمتد لتمسح دمعة الحزن علي الوجوه الكالحة ، (سِفر الإنسانية) ، آيادي تربت علي المحزون والموجوع ، (سِفر الإنسانية) ، لوحة ترسم معالم العطاء علي وجه الحياة ،(سِفر الإنسانية) بطاقة دخول لعالم الخير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى