مدخل :
تظل الصحة هي التاج الذي يزين جبين الأصحاء ، ويتمناه المرضي ، ويصبح الشغل الشاغل لمؤسسات الدولة العاملة في مجال الصحة من خلال مساعيهم الحثيثة لبلوغ تلك الأمنيات ، وتزيين كل رؤوس المجتمعات بتاج ،ولكن يصبح المسعي هو الديدن الدائم لآجل الوصول الي أن يصبح تاج الصحة متاحا للجميع.
تاج الأصحاء علي هامة ودسعد :
في زيارة استغرقت يومين أبتدرها وزير الصحة الأتحادي د. هيثم محمد إبراهيم وأركان سلمه ، وبرفقة لفيف من المنظمات الدولية العاملة في مجال الصحة في السودان ، زيارة رغم قصر مدتها الإ أنها حوت الكثير من المعاني ، وحققت بعض المكاسب لولاية القضارف في حضرة كل مكوناتها وإدارتها المتعددة ، يقودهم حادي ركبهم بالإنابة د. أحمد الأمين آدم ، وجميعهم في تسابق للوصول الي حماية الأطفال أمل الغد ، في ظل الأوضاع الأمنية القاسية التي تشكل مهددا للجميع ، ، تعتبر الحملة العلاجية والوقائية سياجا آمن لأجيال الغد من سن ستة أشهر وصولا الي خمس سنوات من أعمارهم ، وحثه ذوويهم علي تطعيم ابناءهم بلقاح الملاريا ضمن التطعيم الروتيني للأطفال بولايتي القضارف والنيل الأزرق ، كما تم في ذات اليوم إدخال خدمات رعاية الحوامل وتقديم الخدمات التغذية الشاملة للأطفال، وتوزيع مقوي الحديد (فايتمين فوليك اسيد) للأمهات الحوامل في الشهر الرابع.
مخاوف وتحدي :
لم يكن الأمر يسيرا علي وزارة الصحة الإتحادية ، لتطبيق تلك المتغيرات علي ولايتي القضارف والنيل الأزرق اللتين تشهدان تدفقا كبيرا من قبل اللاجئيين ، لهذا لم يخفي وزير الصحة الإتحادي مخاوفه من الواقع ، وأنه لاضمانات علي وصول اللقاحات والأتيام العاملة الي كل الولايات ، وذلك لصعوبة الوضع الأمني في البلاد ، مما يضعف ميزان العدالة في الوصول الي كل المستهدفين في مختلف بقاع الوطن العريض.
لهذا كان النداء لمزيد من الغوث والمدد ، لمساعدة النازحين وتقديم مايحتاجونه في إطار تخفيف الأزمة ، وشملت احتياجات الإيواء 20 ألف خيمة لنازحي الجزيرة .
القضارف ..سباقة الي الخير :-
والي القضارف بالإنابة د.أحمد الأمين خلال حديثه أشار الي الدور المجتمعي الكبير الذي يضطلع به المجتمع القضروفي ومؤسساته تجاه الوافدين الفارين من جحيم الحرب ، مشيدا بمبادرة الإسناد الصحي التي نفذها المجلس الأعلي للشباب والرياضة بقيادة الأستاذ المعز سعيد .، مؤكدا علي جاهزية الولاية وفق امكانياتها لتقديم المزيد من الخدمات لسكان الولاية والازحين علي حد السواء ، ومنوها الي مجانية العلاج والتحليل للملاريا في المؤسسات الحكومية .
شهادة الصحة العالمية :
ممثل منظمة الصحة العالمية مكتب السودان د. شبل صهباني، أشار الي ان طفيل البلازموديم فيفاكس ، هو المسبب للإصابة بالملاريا بالسودان ، حتي وصلت الي 41% ، والوفيات الي 49% ، اما فيما يختص بإدخال لقاح الملاريا ، فقد تبؤ السودان المرتبة والأولي علي مستوي دول اقليم شرق المتوسط ، ، الثانية عشر علي مستوي إفريقيا، مما يسهم في تقليل وفيات الأطفال ، من خلال الوصول الي تطعيم عدد 148.130ألف طفل وطفلة، بلقاح الملاريا.
لأطفال الجزيرة حلم :
مدير عام وزارة الصحة ولاية الجزيرة د. أسامة عبد الرحمن، أوضح الحوجة الملحة لأطفال الولاية ، وضرورة التدخلات الصحية العاجلة ، وتوفير اللقاحات المعززة لصحتهم ، و حماية برنامج التحصين الموسع في محليتي المناقل القرشي ، بجانب توفير العلاج العاجل لمنع إنتشار المرض بعد تنامي حالات الإصابة بالملاريا وسط المواطنين، لأكثر من 550 قرية الي ولاية القضارف
مستشفي الكُلي منارة سامقة :
تظل مستشفي القضارف لأمراض وجراحة الكٌلي منارة سامقة في الصحة بالولاية من خلال العمل الإداري المنظم ، والتعامل الإنساني الكبير مع المرضي مما أكسب المستشفي تعايشا سلميا بين المرضي والعاملين ، لهذا يعتبر الدعم المقدم لها والذي قوامه 20 سرير طبي، وعدد 10 كاوتش ، لمجابهة الزيادة الكبيرة في اعداد المرضي النازحين يشكل تحديا كبيرا لإدارة المستشفي في الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر ، ويعد هذا الدعم سند حقيقي في تطوير بنية للمستشفي ويؤهلها لدور اكبر.
تحت ظلال التأمين الصحي:
مدير عام الصندوق القومي للتامين الصحي د. فاروق نور الدائم،أوضح أن 690 صنف من الادوية متوفر داخل مظلة التأمين الصحي ، بينما بلغت الوفرة الدوائية قبل الحرب 60% وبهذا تصبح عبئا ثقيلا ، مما يدفع التأمين الصحي الي السعي لإدخال الأدوية بنسبة 100% تحت مظلة التأمين ، وتوفير الضغط علي حاملي البطاقات العلاجية بمختلف انواعها، بجانب الخطة المشتركة مع ادارة التأمين بالولاية ووزارة الصحة بالولاية تستهدف مرضي الكلي ، وتوفير المستهلكات والمعدات بشراكة مع وزارة الصحة الاتحادية.
إعطاء كل ذي حق حقه:
من خلال الإحتفالية بتدشين إدخال لقاح الملاريا في التطعيمات الرئيسية والتي شهدتها مستشفي كرري ، كانت ثمة لفتات رائعة تعضدد من التوعية وضمان الإلتفاف المجتمعي حول دخول اللقاح ضمن القائمة الروتينية لتطعيم الأطفال ، التكريمات التي استهدفت إحدي الأمهات الحريصات علي تلقي كل أطفالها لجرعات التطعيم دون إنقطاع ، مما يؤدي هذا التكريم الي زيادة وتيرة التنافس بين الأمهات وصولا الي إنخفاض معدل الوفيات وسط الأطفال ، وهذا ديدنا مفيدا لو تم إتباعه بصورة دائمة عبر المسابقات الراتبة ، أيضا وجود دورة رياضية وسط الشباب ، للتعريف بأهمية لقاح الملاريا ، وفي ذلك ضمان كبير لمشاركة فعلية وتعزيز ا لدور الشباب في نشر الوعي باهمية اللقاح في هذه المرحلة العمرية للاطفال،
علي مرافئ الختام :
تبقي الحوجة ملحة ومستمرة في زيادة الوعي ، باسنهداف المدارس وتنويرهم ، وعمل المسابقات ، كما يجب إدخال برنامج (الغذاء مقابل الدواء ) ، وذلك لأن اخذ الدواء دون الغذاء يزيد في تفاقم المرض بصورة كارثية ، سيما وأن الوضع الإقتصادي متدني جدا ، والإعتماد علي التكايا التي توفر اصنافا محددة من الطعام ، قد يتطلب مزيد من التنوع الغذائي ،لزيادة مناعة الجسم بهدف المقاومة والشفاء .
