مارسيل لوبران، رجل أعمال كندي ناجح وذو ثروة كبيرة، لم يكتفِ بالنجاح لنفسه فقط، بل قرر أن يُحدث فرقًا حقيقيًّا في حياة الآخرين. وبينما ينشغل كثيرون بجمع المال وتكديس الثروات، اختار مارسيل أن يوجه جزءًا كبيرًا من أمواله وجهوده لبناء مشروع إنساني عظيم يحمل اسم “12 جيرانًا” (12 Neighbours).
هذا المشروع ليس مجرد فكرة عابرة أو مبادرة محدودة، بل هو مجتمع متكامل مكوّن من 99 منزلًا صغيرًا بُنيت خصيصًا لاستقبال من لا مأوى لهم، أولئك الذين ضاقت بهم الحياة وناموا تحت الجسور وفي الشوارع لسنوات طويلة.
كل منزل صُمم بعناية ليمنح الشعور بالكرامة والخصوصية. فهو يحتوي على غرفة نوم دافئة، ومطبخ مجهز، وحمام خاص، وحتى شرفة صغيرة أمامية يستطيع المقيم أن يجلس عليها مستمتعًا بلحظات من الهدوء وراحة البال، التي ربما لم يعرف طعمها منذ زمن طويل. ليس هذا فحسب، بل جُهزت أسطح المنازل بألواح شمسية لتوليد الطاقة النظيفة، في خطوة تعبّر عن وعي بيئي وإنساني في آن واحد.
مارسيل لا يرى نفسه فقط كرجل أعمال، بل يعتبر نفسه “صانع مجتمع”. يؤمن أن بناء المأوى لا يكفي، بل لا بد من بناء روابط إنسانية ودعم نفسي واجتماعي يعيد للناس إيمانهم بأنفسهم وبالحياة. يقول: “أنا لا أبني حيًّا صغيرًا فقط… أنا أساعد في بناء مدينة أفضل للجميع”.
اختار أن يُنفق وقته وماله وطاقته في خدمة الآخرين، في وقت كان يمكنه فيه أن يعيش حياة مترفة دون أن يلتفت لأحد. لكنه اختار طريقًا آخر، طريق الرحمة والتأثير الحقيقي في حياة الناس.
