ليبي يتبنى الأطفال المحتضرين… لا لمجرد توفير الرعاية، بل لمنحهم كرامة الرحيل…
وكالات

في مدينة لوس أنجلوس الصاخبة، وسط حياة لا تهدأ، يعيش رجل واحد هادئ الملامح، لكن صوته مسموع في قلوب من عرفوا قصته… اسمه محمد بزيك، رجل من أصول ليبية، جاء إلى أمريكا حاملًا حلمًا بالحياة الكريمة، لكنه قرر أن يمنح الحياة الكريمة لمن ظنّ الناس أنهم لا يستحقونها.
منذ أواخر الثمانينات، كرّس محمد حياته لأكثر المهام التي يخشاها الناس: رعاية الأطفال المصابين بأمراض قاتلة، أولئك الذين تخلى عنهم الجميع لأن “لا أمل في شفائهم“، لأنهم سيموتون… فلماذا يتعب أحد نفسه برعايتهم؟
لكنه كان يرى شيئًا آخر.
كان يرى أرواحًا تستحق أن تُحب، حتى لو لساعات قليلة.
منذ أكثر من ثلاثين عامًا، فتح محمد قلبه وبيته لأكثر من 80 طفلًا، لم يكن أيٌّ منهم قادرًا على البقاء حيًا طويلًا، لكنهم عاشوا ما تبقى لهم من أيام وسط حضن دافئ، وضحكة حقيقية، ولمسة حانية.
بعضهم مات بين ذراعيه، وهو يمسح جبينه ويهمس له بكلمات طمأنينة… “أنت لست وحدك“.
وفي عام 2015، واجه محمد أصعب منعطف في حياته… فقد زوجته وشريكة دربه، المرأة التي كانت تسنده في هذه المهمة. ثم أصيب هو نفسه بالسرطان، واضطر إلى جراحة في الدماغ.
لكن حتى المرض لم يكسره، ونجاه الله منه.
لم يقل “كفى“.
بل قال: “أنا أعلم أنهم سيموتون، لكن لا أحد يستحق أن يموت وحيدًا. كل إنسان له روح… ويحتاج إلى من يحبه.”
اليوم، يعتبر محمد بزيك الشخص الوحيد في مقاطعة لوس أنجلوس الذي يتبنى الأطفال المحتضرين… لا لمجرد توفير الرعاية، بل لمنحهم كرامة الرحيل… أن يرحلوا وهم يشعرون أن هناك من أحبهم، واحتضنهم، ولم يهرب منهم.
قصة محمد ليست مجرد تضحية، إنها إنقاذ لإنسانيتنا نحن… وتذكير صامت بأن البطولة ليست دائمًا في إنقاذ الحياة، بل أحيانًا في مرافقة من يفقدها… بحب.