معاناة النازحين بمراكز إيواء القضارف بين الحياة والموت ولدغات الثعابين (قصة واقعية)
القضارف : روضة محمد توم
بعد أن اشتعلت شرارة الفتنة بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع المتمردة ، واندلعت الحرب اللعينة في السودان والتي شردت المواطنين الأبرياء من مأواهم ومنازلهم الآمنة والمطمئنة والهادئة في العاصمة السودانية الخرطوم منذ الخامس عشر من ابريل العام الماضي 2023م، لم يهدأ بال المواطنين حيث غادر المواطن والشاب محمد الفاتح شعبان ، الذي يبلغ من العمر ( 17) عاما ، مع والديه وجدته لأبيه غادروا سوياً الي ولاية الجزيرة الخضراء بعد أن اشتدت عليهم عمليات القصف المدفعي والتدوين العشوائي من قبل المتمردين والمليشيا بالخرطوم متجهيين الي ولاية آمنة بحثا عن الاستقرار بها ، والاطمئنان والحفاظ علي الأرواح التي حرم الله قتلها ، حيث استقرت الأسرة في قرية ود السيد بمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة ، لأكثر من نصف عام ، الا أن المليشيا المتمردة أبت نفسها إلا أن تدخل الي ولاية اخري مجاورة لولاية الخرطوم وهي (الجزيرة الخضراء ) حيث قتلت المليشيا مئات المواطنين بالقري المختلفة، وشردت مواطنين آخرين بالجزيرة عن ديارهم ومراتع صباهم ومناطقهم المختلفة ، ولحقت بكل النازحين القادمين من الخرطوم الذين استقر بهم المقام في مراكز الايواء والمدارس والشوارع والقري بالجزيرة ، بعد أن فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وامتعتهم بالخرطوم ، حيث غادر الشاب محمد الفاتح محمد شعبان مقره الجديد بمنطقة ود السيد ريفي الحصاحيصا بالجزيرة و التي اتخذها ملاذاً آمناً له و بديلاً لمنطقته وداره بالخرطوم برفقة جدته الحاجة (فاطمة جمعة) وعمته شقيقة والده وأبناؤها الأستاذة الصحفية سبنا محمد شعبان ، بعد ضاقت بهم السبل للمرة الثانية علي التوالي ، و جددت المليشيا المتمردة انتهاكاتها ضد المواطنين الأبرياء المتمثلة في القتل والنهب والاغتصاب والممارسات غير الإنسانية ضد المواطنين الأبرياء ،
قررت الأسرة أن تغادر مرة ثانية مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة الي جهة أخري بحثا عن الأمن والامان بعد أن رأت ما رأت من عذاب ومعاناة في المأكل والمشرب والمأوي ، قررت الأسرة هذه المرة الذهاب الي ولاية القضارف ، تلك الولاية الجميلة علي حد ( وصفهم ) الولاية الحنينة ، التي احتضنت أعداداّ كبيرةً من النازحين من جميع انحاء البلاد ، والذين فاقت اعدادهم المليون ونصف المليون ، و بعد رحلة سفر مضنية وشاقة جدا إمتدت لأسبوع وصلت الأسرة الي ولاية القضارف وهي مثقلة بالرهق والاعياء والمرض ، حيث مكثت الأسرة (بمسجد السوق الشعبي القضارف) لأكثر من أسبوع ، بعد أن استقبلتهم الولاية وتم حصرهم وتسجيلهم استعدادا لترحيلهم عبر إدارة النازحين الي مراكز إيواء دائمة بمحلية المفازة (قرية حنان الكويتية ) ، غادر محمد الفاتح وأسرته إلي ذلك المركز الذي وصفه ب(المتهالك) والذي يمتد عمر مبانيه لأكثر من نصف قرن دون إجراء أي (ترميم ) – صيانات أو تعديلات على المباني .
وعن تلك المباني قال محمد الفاتح : (المباني متهالكة والاسقف آيلة للسقوط إلا أنهم لم يبالوا واصروا علي الاستقرار فيها لكونها منطقة آمنة لا توجد بها اصوات للدانات والمدافع الثقيلة التي أثرت علي حياتهم وحواسهم ) ، واردف قائلا :(رغم الحاصل استقرينا إلي أن قدم فصل الخريف وكثرت نسبة هطول الامطار وكثرت كذلك فيه الحشرات والثعابين والعقارب ، لم نبالي طالما هي منطقة آمنة إلا أن هذه المرة ازداد خوفي علي جدتي وعمتي ) من تلك الحشرات والثعابين السامة ، وروي الفاتح لمحرر موقع (سوداني بوست) ، انه وفي اثناء تجواله داخل غرفته احس بأن قدمه وطأت علي شئ، ، ضغط عليه برجله وبعد ان تأكد انه ثعبان ضغط عليه اكثر علي راسه وتناوله من عنقه ولم يبدي خوفا منه رغم صراخ جدته وعمته خوفا عليه ان يصببه مكروهاً من الثعبان ، فتشجع البطل محمد الفاتح الذي يبلغ عمره سبعة عشر عاما فقتل الثعبان بعد ان ضربه علي راسه بحجر ، الرسالة التي ارسلها محمد الفاتح الي الجهات المعنية وزارة الصحة والمنظمات بضرورة مساعدة النازحين وتهيئة مراكز الأيواء بتوفير امصال الثعابين والعقارب للحفاظ علي الارواح والانفس وتقديم المساعدات اللازمة . واضاف :خرجنا بسبب الدانات حفاظاّ علي ارواحنا لكن نخشي ان تاخذنا المنية بسبب لدغات الثعابين والعقارب ، وناشد ادارة الصحة بضرورة الاستمرار في برامج تعزيز الصحة والرش بالمبيدات للقضاء علي الحشرات الضارة والثعابين، كما ارسل رسالة الي رئيس مجلس السيادة عبد الفاتح البرهان بضرورة وقف الحرب بقوله ( تضررنا تضررنا انقذونا من الموت) يا قادتنا امنياتنا ان نرجع الي ديارنا ونعود كما كنا.