بينما كنت جالس كالعاده في المدرسه كنت حينها سكرتير الجمعيه في حارتنا ، يتجدد شعوري بالحماس وأنا أفكر في الأيام التي اقضيها في جمعية الهلال الأحمر. لم يكن التطوع بها مجرد نشاط عابر، بل كان رحلة من التحول والنمو.
في أحد الأيام، جائتني مكالمه من مشرف المحليه بالهلال الاحمر الأستاذ(حامد قسم الله) – كانت دعوة للتدريب كمدرب. دون تردد، استجبت لذاك النداء الذي كان يوافق رغبتي العميقة في مساعدة المجتمع. وبتحضيرات بسيطة وقلب ملؤه الأمل، بدأت مسيرتي.
كانت الجلسات التدريبية محطة أولى تعلمت خلالها الكثير، عن الإسعافات الأولية إلى إدارة الأزمات. لكن الأهم كان تلك النظرة الجديدة للحياة، نظرة تقدر الدقيقة والثانية واللحظة. تعلمت التركيز، ليس فقط على مهارات التدريب والتعليم بل على قوة الروح الإنسانية.
في إحدى الورش، كانت المهمة التدريب على إخلاء الطوارئ. وكان يومها تقمص الأدوار جزءًا من التدريب. تنقلت بين دور المصاب والمنقذ، وفي كل مرة أتعلم شيئًا جديدًا عن سرعة التصرف وحكمة القرار.
أما زملاء التطوع، فكانوا قصصًا متحركة تعلمت منها الكثير. كانت الروابط التي تكونت بيننا قوية، مبنية على الاحترام والنية الصافية لفعل الخير. ساهم ذلك في صقل مهارات القيادة والتواصل لدي، التي أدركت قيمتها الفائقة في أي مجال إداري.
مع مرور الوقت، وجدت نفسي أتقدم لأكون مدربًا للمتطوعين الجدد. كانت مسؤولية كبيرة ولكني كنت على قدرها. إدارة الدورات، توجيه المتطوعين، التنسيق مع إدارة الجمعية، كانت مسائل أحترفتها بمران وممارسة.
كل هذه التجارب، كانت أثمن من الذهب بالنسبة لي، ليس فقط في شخصيتي ولكن كذلك في مجالي المهني. فبعدها استطعت إن اسس مركز للتدريب(مركز الجود للتدريب واللغات) ايمانا مني باهميه التدريب في عصرنا الحالي والحمدلله المركز اتطور بفضل الله وبعض زملائي في الهلال الاحمر الذين كانو لا يترددون في مساعدتي.
حقيقه لازالت الانسانيه موجوده فينا بفضل ما تعلمته وعشته مع جمعيه الهلال الاحمر السوداني.