أكد القائم بأعمال منظمة الصحة العالمية في السودان بيتر جراف أن السودان يشهد أزمة إنسانية وصحية ذات أبعاد أسطورية, ومع انتشار الصراع الذي بدأ منذ عشرة أشهر إلى مناطق جديدة، لا يزال المدنيون ينزحون بشكل جماعي، بعضهم نزح عدة مرات, وأن السودان يشهد الآن أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، حيث بلغ عدد النازحين 8 ملايين شخص، من بينهم 6,1 ملايين نازح داخلياً و 1,8 مليون لاجيً في بلدان الجوار, ويضطر الناس إلى السير لعدة أيام هرباً من العنف معظمهم من النساء والأطفال، وينتهي بهم المطاف في مناطق مكتظة حيث لا تتوفر لهم إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي والغذاء والخدمات الصحية .
وأوضح أن 25 مليون سوداني يحتاج إلى مساعدات إنسانية، وأن 18 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد، من بينهم خمسة ملايين بلغوا مستويات الطوارئ من الجوع .
وقد يؤدي موسم العجاف القادم إلى مستويات كارثية من الجوع في المناطق الأكثر تضرراً, ومن المتوقع أن يعاني في دارفور وحدها 200 ألف طفل من الجوع الذي يهدد حياتهم هذا العام, حيث يتعرض الأطفال الذين يعانون من الجوع للخطر المتزايد للوفاة بسبب أمراض الإسهال والحصبة والالتهاب الرئوي، لا سيما في بيئة تفتقر إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة .
ولفت إلى تضرر النظام الصحي وتعطله، وانهيار برامج تحصين الأطفال، وانتشار الأمراض المعدية, حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 10 آلاف حالة إصابة بالكوليرا و5 آلاف إصابة بالحصبة و8 آلاف إصابة بحمى الضنك وأكثر من 1,2 مليون إصابة بالملاريا .
وأشار إلى استمرار انعدام الأمن الغذائي والعقبات البيروقراطية التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية، ومواجهة شعب السودان أوضاعاً خطيرة بسبب استمرار العنف وانعدام الأمن ومحدودية الوصول إلى حل سياسي في الأفق, وقد أصبح من الصعب الوصول بالإمدادات الصحية والمساعدات الإنسانية إلى ود مدني والمناطق الأكثر احتياجاً مثل دارفور وكردفان, وأن منظمة الصحة العالمية تعمل على توسيع نطاق عملها على الارض، بما في ذلك العمليات التي يمكن القيام بها عبر الحدود للاستجابة لحالات الطوارئ الصحية، ومكافحة تفشي الأمراض وتوفير الإمدادات ات والمعدات الطبية المنقذة للحياة .
للمزيد من التفاصيل :
https://2u.pw/SzhAC09